هل تعلم أنه إذا خصصت ساعة يوميًا لمدة ثلاث سنوات لقراءة النصوص الإنجليزية، ستتمكن من اكتساب حوالي 7000 كلمة جديدة؟ هذه الحقيقة أثبتها العالم (Paul Nation) بول نيشن في عام 2014، حيث بيّن أن الشخص الذي يعرف حوالي 2000 كلمة يمكنه أن يصل إلى 9000 كلمة إذا استمر في القراءة لمدة 1223 ساعة.
وينصح العالم ماكويلان باختيار النصوص المناسبة لمستوى القارئ، بحيث لا تكون سهلة جدًا حتى تضيف لك معلومات جديدة، ولا صعبة جدًا لتجنب الإحباط بسبب كثرة الكلمات المجهولة.
وقد أجرى الباحثان ستيفن كراشن (Stephen Krashen) و (Beniko Mason) بينيكو ماسون دراسة على مجموعة من البالغين الذين يرغبون في تعلم الإنجليزية كلغة ثانية، وأكدت النتائج أهمية الاستمرار في القراءة لاكتساب مفردات جديدة بطريقة طبيعية وفعالة.
Table of Contents
Toggleالدراسة
في الدراسة الميدانية، شارك مجموعة من المتعلمين تتراوح أعمارهم بين 21 و78 عامًا، جميعهم يقيمون في اليابان.
بعض هؤلاء كانوا طلابًا في فصول الأستاذة الباحثة “بينكو ماسون”، بينما كان البعض الآخر قد تخرّج منها.
تعتمد هذه الفصول بشكل أساسي على الاستماع إلى القصص خلال الدروس، بالإضافة إلى القراءة المنزلية لكتب متدرجة المستوى. والكتب المتدرجة هي سلسلة تعليمية مصممة لمتعلمي اللغة، تبدأ بمستوى بسيط وتزداد صعوبة بشكل تدريجي كلما تقدم القارئ في مستواه.
ما يميّز هذه الدراسة أن المشاركين واصلوا تعلم الإنجليزية حتى بعد انتهاء الحصص. فقد التحقوا ببرنامج للقراءة الحرة، حيث كانوا يختارون الكتب التي تستهويهم دون أي قيود، ودون تكليفهم بأي واجبات بعد القراءة. كل ما طُلب منهم هو الاحتفاظ بسجل بسيط يكتبون فيه عدد الصفحات التي قرأوها.
ولأن الاختيار كان حرًّا تمامًا، لم يُفرض عليهم وقت محدد لإنهاء البرنامج. فقد تراوحت مدة القراءة بين 22 أسبوعًا و162 أسبوعًا، بحسب رغبة كل مشارك. أما نوعية المواد المقروءة، فشملت كتبًا متدرجة وروايات موجهة للمراهقين والشباب، مما أتاح تنوعًا وشعورًا بالاستمتاع أثناء التعلم.
The TOEIC اختبار
كجزء من الدراسة، طُلب من المشاركين إجراء اختبار TOEIC في الوقت الذي يناسبهم، سواء قبل بدء برنامج القراءة المستقلة أو أثناءه أو بعد الانتهاء منه.
اختبار TOEIC، وهو اختصار لـ Test of English for International Communication، يُستخدم عالميًا لتقييم مستوى إتقان اللغة الإنجليزية لدى البالغين، ويتضمن قسمين رئيسيين: الاستماع والقراءة.
وبحسب الموقع الرسمي للاختبار، فإن أعلى درجة ممكنة هي ما بين 905 إلى 990 نقطة، وتدل على أن الشخص قادر على استخدام اللغة الإنجليزية بكفاءة عالية في مختلف المواقف العملية.
ولو افترضنا أن هذه الدرجة (من 905 إلى 990) تعادل تقريبًا امتلاك مفردات تصل إلى 9000 كلمة، وهو الرقم الذي أشار إليه العالم نيشن كمستوى متقدم في بداية المقال، فإن ذلك يعني أن المتعلم بحاجة إلى 1223 ساعة من القراءة للوصول إلى درجة تقارب 950 نقطة في اختبار TOEIC.
نتائج الدراسة
بعد انتهاء المشاركين من برنامج القراءة، قام الباحثان بمراجعة النتائج وتحليلها بناءً على أداء المشاركين في اختبار TOEIC.
وقد لاحظا وجود علاقة قوية وواضحة بين عدد ساعات القراءة التي أنجزها كل مشارك ودرجته في الاختبار؛ فكلما زادت ساعات القراءة، ارتفعت الدرجة التي حصل عليها. وهذا يتوافق مع ما أشار إليه الباحث نيشن في بداية المقال، حيث ربط بين وقت القراءة واكتساب عدد كبير من المفردات.
لكن المثير للاهتمام هو أن بعض المشاركين، رغم قراءتهم المكثفة، لم يحققوا درجات عالية في الاختبار. وبعد التحليل، تبيّن أن السبب يعود إلى اختيار كتب غير مناسبة لمستواهم؛ إما كانت سهلة جدًا فلا تضيف جديدًا، أو صعبة جدًا فتفقد فائدتها التعليمية. وهذا يرجع إلى ميل بعض المشاركين لقراءة نوع معين من الكتب، دون الانتباه إلى مدى توافق مستواها اللغوي معهم.
وهذا أحد الأخطاء الشائعة التي تُعيق اكتساب اللغة.
وقد وضّح اللغوي الشهير ستيفن كراشن ذلك في “فرضية المدخلات”، حيث أكد أن المادة المقروءة يجب أن تكون أعلى من مستواك اللغوي بدرجة واحدة فقط، وهو ما عبّر عنه بالرمز i+1، حيث “i” هو مستواك الحالي، و”1″ هو المستوى الذي يلي مستواك مباشرة.
وأثبتت هذه الدراسة أن تعلم اللغة الإنجليزية يمكن أن يكون فعالًا جدًا من خلال القراءة الحرة، بشرط اختيار النصوص المناسبة للمستوى اللغوي.
وقد أظهرت النتائج أيضًا، أنه من الممكن الوصول إلى أعلى درجة (990) في اختبار TOEIC إذا التزم المتعلم بالقراءة لمدة ساعة يوميًا على مدى ثلاث سنوات.
واللافت للنظر أن جميع المشاركين قرأوا كتبًا من اختيارهم، وكان من بينها روايات موجهة للبالغين، مما يؤكد أن القراءة الحرة التطوعية تُعد من أفضل وأمتع الطرق لاكتساب اللغة الإنجليزية وتحقيق نتائج مبهرة.
المراجع:
تمت الترجمة بتصرف لأول مرة بواسطة خيمة القراءة للورقة العلمية بعنوان