تُعَدّ القراءة المكثفة (Intensive Reading)للكتب وسيلة فعّالة لتعزيز معرفة المتعلمين بخصائص اللغة، ولتنمية إتقانهم لاستراتيجيات القراءة المختلفة. كما تُسهم هذه القراءة في تطوير مهارات الفهم لديهم، وتتوافق بشكل كبير مع أساليب التعلم المعتمدة على اللغة.
ويتم تعليم مهارة القراءة المكثفة من خلال اعتماد منهج القواعد والترجمة. حيث يستخدم المعلّم اللغة الأم لشرح معاني النصوص، جملةً تلو أخرى، بما يُسهّل على المتعلمين فهم المحتوى واستيعابه.
ولتحقيق أقصى قدر من الفائدة المرجوة من ممارسة القراءة المكثفة، يُوصي بول نيشن، أستاذ اللغويات في جامعة فيكتوريا، بتوفّر ثلاثة شروط أساسية، وهي على النحو التالي:
- اختيار نصوص ملائمة من حيث اللغة والمضمون.
- الالتزام بمبادئ تعليمية فعّالة ومفيدة.
- دمج القراءة المكثفة ضمن برنامج القراءة العام، إلى جانب برنامج القراءة الموسعة، وذلك بهدف دعم تعلم اللغة وتطوير الطلاقة.
ومن الضروري أن نُدرك أن الهدف الجوهري من القراءة المكثفة هو تحقيق الفهم العميق للنصوص المقروءة، بخلاف القراءة الموسعة التي يكون هدفها الرئيس هو الترفيه والاستمتاع.
Table of Contents
Toggleمبادئ القراءة المكثفة
تُعد القراءة المكثفة (Intensive Reading) نشاطاً تعليمياً يركّز على مجموعة من الجوانب الأساسية التي تسهم في تعزيز مهارات المتعلّمين اللغوية والفهم القرائي، ومن أبرز هذه الجوانب ما يلي:
- الفهم:
الهدف الأساسي من القراءة المكثفة هو تمكين المتعلّمين من فهم نص معين بعمق، من خلال التركيز على معاني الجمل والأفكار التي يتضمنها. - العلاقة بين النطق والكتابة:
من الضروري تدريب المتعلمين على ملاحظة أوجه التشابه والاختلاف بين النطق والكتابة، ويتم ذلك عبر تدريس قواعد الصوتيات والتهجئة، بالإضافة إلى ممارسة القراءة الجهرية، مما يُعزّز وعيهم الصوتي والإملائي. - المفردات:
تتيح القراءة المكثفة فرصة التركيز على المفردات المهمة داخل النص. ويمكن للمعلم أن يُلفت انتباه المتعلمين إلى الكلمات المفيدة، ويشرح معانيها الأساسية، ويبيّن كيفية استخدامها. كما يمكن اختيار بعض هذه الكلمات لتكون موضوع دراسة لاحقة. - القواعد:
تمثل النصوص فرصة لتناول الجوانب النحوية الدقيقة والمعقدة، حيث يمكن تحليلها وشرحها لتوضيح بنية الجمل واستخدام التراكيب الصحيحة. - الترابط النصي (التماسك):
تساعد القراءة المكثفة المتعلمين على فهم كيفية ترابط أجزاء النص معاً، من خلال تفسير الضمائر ومعرفة مرجعها، بالإضافة إلى التدرّب على كيفية استخدام الكلمات المختلفة للإشارة إلى فكرة واحدة. - بنية المعلومات:
تحتوي بعض النصوص على أنواع محددة من المعلومات، مثل النصوص الصحفية التي تورد ما حدث، وما أسبابه، وتفاصيل أخرى مرتبطة بالحادث. ويمكن تدريب المتعلمين على التعرّف إلى هذه الأنواع المختلفة من المعلومات ضمن النصوص. - الاستراتيجيات:
تتيح القراءة المكثفة للمتعلمين فرصة تطوير استراتيجيات فعّالة للقراءة، من خلال الممارسة المتعمقة. ومن هذه الاستراتيجيات: تخمين معنى الكلمات من السياق، استخدام القاموس بفعالية، تبسيط الجمل المعقدة، وتدوين الملاحظات أثناء القراءة.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس من الضروري شرح النص ومناقشته باستخدام اللغة الأم. إلا أن اللجوء إليها قد يُسهّل عملية الشرح ويوضح المعاني بشكل أفضل، خصوصًا للمتعلمين في المراحل الأولى من التعلم.
سمات تمرين القراءة المكثفة الجيد

يُوجّه تمرين القراءة المكثفة (Intensive Reading) الجيد انتباه المتعلّمين نحو السمات العامة للنصوص، أي تلك الخصائص التي يُمكن ملاحظتها في أي نص تقريبًا، أو إلى الاستراتيجيات التي تُعينهم على التعامل مع النصوص بوجه عام. ويتم ذلك بهدف “تنمية قدرة متعلم اللغة على فهم النصوص، وليس توجيهه إلى فهم نص بعينه” (ديفيز وويدوسون، 1974: ص172).
وبعبارة أخرى، عندما يدرس المتعلمون نصًا معينًا، فإن الغاية ليست مجرد فهم هذا النص وحده، بل أن يكتسبوا من خلاله المعارف والمهارات التي تمكّنهم من التعامل مع النصوص الأخرى التي سيقرؤونها لاحقًا.
نرغب أن يتعلّموا ما يمكن تطبيقه على جميع النصوص وليس فقط على النص الحالي.
ومن أبرز سمات تمرين القراءة الجيد أنه يُركّز على النص المقروء ذاته، أي أن التمرين يجب أن يُلزم المتعلمين بقراءته وفهمه، حتى يتمكنوا من إنجاز التمرين المرتبط به. فالمتعلم لا يستطيع أداء التمرين على نحو صحيح ما لم يكن قد قرأ النص بالفعل.
كذلك، فإن تمرين القراءة الجيد يُساعد في الكشف عن مستوى المتعلم ونقاط ضعفه. فإذا لم يتمكن المتعلم من الإجابة على جزء معين من التمرين، فإن ذلك يُشير إلى حاجته إلى مراجعة هذا الجانب وتعلّمه بشكل أفضل، حتى يتمكن من التعامل معه بنجاح عند قراءة نص آخر.
ومن السمات العملية المهمة للتمرين الجيد أنه سهل الإعداد. على المعلمين اختيار النصوص بما يتناسب مع احتياجات طلابهم التعليمية. وإذا لم تكن النصوص المختارة تحتوي على تمارين مناسبة لمستوى الطلاب أو أهداف الدرس، فعلى المعلمين أن يقوموا بإعداد التمارين بأنفسهم لتلبية هذه الاحتياجات الخاصة.
هل تُعدّ أسئلة الفهم تمرينًا جيدًا للقراءة؟
تُعدّ أسئلة الفهم من أكثر الأساليب شيوعًا في مجال تعليم اللغة، إذ تُستخدم بكثرة لتدريب المتعلمين على القراءة. وتتنوّع هذه الأسئلة في أشكالها، مثل: أسئلة بنعم أو لا، وعبارات الصواب والخطأ، والاختيار من متعدد، وتمارين ملء الفراغات.
ورغم أن هذه الأسئلة تُسهم إلى حد ما في تعزيز مهارات الفهم، إلا أنها ليست الوسيلة الأنجح لتعليم القراءة، وذلك لعدة أسباب جوهرية:
- التركيز على نص محدد:
غالبًا ما تُصاغ أسئلة الفهم بناءً على نص معين، ما يعني أن المتعلم يعمل على استخراج المعلومات من ذلك النص فقط، دون أن يكتسب مهارات قراءة قابلة للتطبيق على نصوص أخرى. وهذا يتعارض مع الهدف الأوسع للقراءة المكثفة، وهو تنمية القدرة على التعامل مع مختلف أنواع النصوص. - التركيز على الإجابة أكثر من الفهم:
كثير من المتعلمين، عند التعامل مع أسئلة الفهم، ينصبّ تركيزهم على الوصول إلى الإجابة الصحيحة أكثر من فهم النص نفسه. وقد يعتمد البعض على التخمين أو البحث عن كلمات مفتاحية دون استيعاب السياق الكامل. - غياب تدريب استراتيجيات القراءة:
لا تتيح هذه الأسئلة غالبًا للمتعلمين فرصة التدرّب على استراتيجيات فعالة للقراءة، مثل: التنبؤ بالمحتوى، تخمين المعاني من السياق، تحديد الفكرة الرئيسة، أو التمييز بين المعلومات الأساسية والتفصيلية. - عدم الكشف عن نقاط الضعف الحقيقية:
قد يتمكن المتعلم من اختيار الإجابة الصحيحة دون أن يكون قد فهم النص بالكامل، مما يجعل من الصعب على المعلم تحديد نقاط الضعف الحقيقية لدى الطالب في الفهم أو التحليل أو الربط. - طبيعتها السلبية أو المغلقة:
تعتمد كثير من أسئلة الفهم على الإجابات المغلقة، التي لا تتطلب تفكيرًا عميقًا أو تأملًا في معاني النص. وهذا لا يشجّع على النقاش أو التعبير عن الرأي أو الربط بين المعلومات، وهي مهارات أساسية في القراءة الناقدة.
لهذه الأسباب، يُفضّل استخدام أساليب تعليمية أخرى إلى جانب أسئلة الفهم، مثل تمارين التنبؤ، وإعادة الصياغة، وتحليل بنية النص، والمقارنة بين الأفكار، والنقاش الجماعي حول محتوى النص، حيث تُساعد هذه الطرق المتعلّمين على تطوير فهم أعمق للنصوص وتنمية مهارات قرائية قابلة للتطبيق في مواقف متعددة.
تعلم المفردات من خلال القراءة المكثفة
لكي يتمكن المتعلم من اكتساب المفردات من خلال النصوص القرائية، لا بدّ أن تتوافر في هذه النصوص مجموعة من الخصائص الأساسية التي تُسهم في تعزيز التعلم. ومن أبرز هذه الخصائص ما يلي:
- احتواء النصوص على كلمات عالية التكرار:
من المهم أن تتضمن النصوص مفردات شائعة الاستخدام، مثل أكثر ألفي كلمة انتشارًا في اللغة، لا سيما الكلمات الأكاديمية التي تُستخدم بكثرة في السياقات التعليمية والتخصصية، إذ إن تكرار هذه المفردات يسهم في ترسيخها في ذاكرة المتعلم. - تجاهل الكلمات منخفضة التكرار أو التعامل معها بسرعة:
يُفضّل عدم التوقف مطولًا عند الكلمات النادرة أو ذات الاستخدام المحدود، وذلك لأن استيعابها قد يتطلب جهدًا لا يتناسب مع فائدتها في هذه المرحلة. ويمكن الاكتفاء بشرح سريع لمعناها أو تجاوزها في حال لم تكن ضرورية لفهم النص. - تطبيق استراتيجيات فعالة لتعلم المفردات:
وتشمل هذه الاستراتيجيات:- تخمين المعنى من السياق: وذلك من خلال تحليل الجملة أو الفقرة التي وردت فيها الكلمة.
- تحليل الكلمة إلى أجزائها: مثل الجذر واللاحقة، بهدف ربط الأجزاء بالمعنى الكلي.
- استخدام القاموس: كوسيلة للحصول على معلومات دقيقة وشاملة حول الكلمة من حيث معناها، ونطقها، واستخداماتها المختلفة.
تقنيات هامة عند دراسة المفردات الأكثر تكرارًا
تُوجَّه هذه النقاط في المقام الأول إلى المعلمين، لكن بإمكان المتعلم أيضًا تطبيقها بنفسه ضمن إطار التعلم الذاتي، حيث تساعد هذه التقنيات في تعميق فهم المفردات وتعزيز حفظها واستخدامها بشكل صحيح.
- تدريس عدد محدود من المفردات قبل قراءة النص:
يُفضل اختيار عدد قليل من الكلمات المهمة من النص وشرحها قبل البدء بالقراءة، مع تخصيص وقت كافٍ لكل كلمة. ويجب التركيز على جوانب متعددة لكل كلمة، مثل:- شكلها الكتابي.
- معناها واستخداماتها المختلفة.
- نطقها الصحيح.
- أجزاؤها (مثل الجذر واللاحقة).
- المعاني المتعددة المحتملة.
- قواعدها النحوية.
- أي قيود تتعلق باستخدامها، مثل كونها كلمة تقنية، أو عامية، أو غير ملائمة في بعض السياقات.
- إدراج الكلمات في تمارين بعد قراءة النص:
يمكن تقديم تمارين متنوعة لتعزيز استيعاب الكلمات، مثل استكمال جداول عائلات الكلمات أو مطابقة الكلمات مع معانيها الصحيحة، مما يساعد في ترسيخ المعاني والاستخدامات. - تخصيص بعض الوقت لدراسة الكلمات أثناء القراءة:
ينبغي تشجيع المتعلم على التركيز أثناء القراءة على شكل الكلمات، ومعناها، وكيفية استخدامها ضمن السياق، مما يُسهم في تعزيز الفهم العميق للمفردات. - توفير قائمة بالكلمات الصعبة قبل قراءة النص (Glossary):
يُفضّل إعداد قائمة تحتوي على الكلمات التي يحتمل أن تكون صعبة أو جديدة، ليطلع عليها المتعلم مسبقًا، ما يسهل عليه فهم النص ويتجنب التوقف المستمر أثناء القراءة.
تقنيات هامة عند دراسة المفردات الأقل تكرارًا
- عند مواجهة الكلمات التي تتكرر بشكل قليل في النصوص، يُنصح باتباع بعض التقنيات التي تساعد في تسهيل عملية التعلم دون أن تستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين، ومنها:
- تجاهل الكلمة في بعض الأحيان:
في حال كانت الكلمة ذات تكرار منخفض جدًا ولا تؤثر على فهم المعنى العام للنص، من الأفضل عدم التوقف عندها. - تقديم معنى الكلمة بسرعة ووضوح:
يمكن توضيح معنى الكلمة باستخدام وسائل سريعة وبسيطة مثل الترجمة المباشرة، أو عرض صورة، أو رسم بياني، أو عرض توضيحي، أو حتى تعريف مختصر باللغة الثانية (لغة المتعلم). - استبدال الكلمة في النص بكلمة أكثر فائدة وشيوعًا:
قبل أن يبدأ المتعلمون قراءة النص، يُفضل تبسيط النص عن طريق استبدال الكلمات النادرة بأخرى أكثر تكرارًا واستخدامًا، بهدف تقليل كثافة المفردات غير المعروفة، مما يجعل النص أسهل وأكثر قابلية للفهم. - إعداد قائمة بالكلمات منخفضة التكرار قبل قراءة النص:
من المهم توفير قائمة بالمفردات الأقل شيوعًا مع معانيها، ليتمكن المتعلمون من مراجعتها مسبقًا، وبالتالي تجنب إضاعة الوقت أثناء الدرس في تفسير هذه الكلمات.
استراتيجيات هامة للمفردات عالية التردد ومنخفضة التردد
- تُعدّ الاستراتيجيات التالية من أهم الوسائل التي تساعد المتعلمين على فهم المفردات الجديدة، سواء كانت من الكلمات المتكررة كثيرًا أو النادرة، وذلك لتعزيز اكتسابهم اللغوي بطريقة فعالة ومستدامة:
- مساعدة المتعلمين على التخمين من خلال السياق:
يُشجع المتعلمون على استنتاج معنى الكلمة اعتمادًا على الجمل والكلمات المحيطة بها داخل النص، إذ يعتبر السياق دليلاً مهمًا لفهم المفردات دون اللجوء الفوري إلى القاموس. - مساعدة المتعلمين على تقسيم الكلمة إلى أجزاء:
عبر تحليل الكلمة إلى جذورها، واللواحق، والبادئات(prefixes and suffixes) يستطيع المتعلم الربط بين معاني هذه الأجزاء ومعنى الكلمة الكلي. وتُعتبر هذه التقنية من الاستراتيجيات الأساسية التي تُعرف بـ “استراتيجية أجزاء الكلمة”(parts of speech)، والتي تساهم في فهم أعمق للمفردات. - تشجيع المتعلمين على استخدام القاموس:
يعدّ القاموس أداة مهمة تسمح للمتعلمين بالبحث عن معاني الكلمات بدقة، بالإضافة إلى جمع معلومات إضافية مثل النطق الصحيح، الأمثلة على الاستخدام، وأي دلالات أو سياقات خاصة بالكلمة، مما يساعد على تثبيت المفردات في الذاكرة لفترة أطول.
استراتيجية التخمين من السياق
تُعدّ استراتيجية التخمين من السياق من الطرق الفعالة لتعلّم معاني الكلمات الجديدة دون اللجوء المباشر إلى القاموس، وتتضمن عدة خطوات متتابعة، هي كما يلي:
- تحديد نوع الكلمة:
يبدأ المتعلم بتحديد نوع الكلمة، هل هي اسم، فعل، صفة، أو غير ذلك. فعلى سبيل المثال، كلمة “fixation” هي اسم. - طرح سؤال “ماذا يفعل ماذا؟” أو ما يشابهه:
تساعد هذه الخطوة في فهم وظيفة الكلمة ضمن الجملة، فإذا كانت الكلمة صفة مثل “بعيد” (remote)، يمكن طرح سؤال مثل: “ما هو الشيء البعيد؟” لتوضيح العلاقة بينها وبين باقي عناصر الجملة. - تخمين معنى الكلمة اعتمادًا على السياق:
بعد فحص نوع الكلمة وعلاقتها بالجملة، يقوم المتعلم بمحاولة تقدير معناها من خلال فهم السياق العام للنص. - التحقق من صحة التخمين:
بعد التخمين، يجب على المتعلم مراجعة المعنى الذي استنتجه، إما من خلال التحقق مع معلم أو من خلال مصادر أخرى كالقاموس، لضمان صحة الفهم.
عادةً، يحتاج المتعلم إلى وجود معلم يرافقه في مرحلة القراءة المكثفة، لتقديم الدعم والمساعدة في تطبيق هذه الاستراتيجية بشكل صحيح.
في الختام، يرى ستيفن كراشن، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، أن القراءة المكثفة بهذا الأسلوب قد تشكل عائقًا أمام المتعلمين. حيث ينادي بضرورة اعتماد القراءة الحرة التي تخلو من الواجبات والأسئلة والاختبارات. ويؤكد كراشن أن القراءة يجب أن تكون مريحة وممتعة حتى يستفيد الطالب منها بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن مطالبة الطالب بالإجابة عن أسئلة بعد القراءة قد تجعلها عبئًا ثقيلًا، مما يؤدي إلى فقدان الفائدة، لأن تعلم اللغة الإنجليزية يحتاج إلى بيئة خالية من التوتر، في حين أن الإجابة عن الأسئلة تتطلب جهدًا مستمرًا وضغطًا نفسيًا.
على النقيض من ذلك، كما رأينا في الأعلى فإن بول نيشن يؤكد على أهمية القراءة المكثفة (Intensive Reading) وهي التي تركز على تعلم المفردات والقواعد. معتبرًا أن هذا النوع من القراءة ضروري لتعلم اللغة بشكل فعّال.
شخصيًا، أرى أن كلا الرأيين يحملان جانبًا من الصحة، ويمكن الجمع بين القراءة المكثفة والموسعة، خصوصًا في مراحل المبتدئين. حيث تبدأ بالقراءة المكثفة لفهم القواعد واكتساب الإملاء الصحيح، وهذا يتفق أيضًا مع رأي كاتو لومب، التي كانت تحتفظ بدفتر خاص تٌسجل فيه الجمل الجديدة التي تٌصادفها أثناء قراءة الروايات.
وبهذا الجمع بين النوعين، ومع مرور الوقت، يكتفي المتعلم بالقراءة الموسعة التي تزيد من طلاقته اللغوية وتنمي حب القراءة، مما يجعل العملية التعليمية أكثر توازنًا ومتعة.
المراجع:
المقال مترجم بواسطة خيمة القراءة من كتاب Teaching Esl reading and writing by Nation