كيف تساهم القراءة السريعة في تحسين طلاقتك باللغة الإنجليزية؟

القراءة السريعة

تتأثر القراءة السريعة بعدة عوامل، من أبرزها الهدف من القراءة ومستوى صعوبة النص المقروء.

وتعتمد صعوبة النص بدورها على عناصر متعددة، مثل المفردات المستخدمة، والتراكيب النحوية، ومدى امتلاك القارئ للمعرفة المسبقة المرتبطة بالموضوع. فعندما يكون النص بسيطًا وخاليًا من المفردات أو التراكيب اللغوية غير المألوفة، يكون بمقدور متعلم اللغة الإنجليزية أن يقرأ بسرعة أكبر.

وفي مثل هذه الحالات، قد تصل سرعة القراءة إلى نحو 250 كلمة في الدقيقة، وهو معدل يُعد هدفًا واقعيًّا إلى حدٍّ كبير.

دراسة حالة

أجرى كل من تشونج ونيشن (2006) دراسة لقياس أثر دورة مخصصة للقراءة السريعة على طلاب كوريين يدرسون اللغة الإنجليزية في المرحلة الجامعية. وخلال مدة الدراسة، قرأ الطلاب 23 قطعة نصية موزعة على مدى تسعة أسابيع. وقد اختيرت النصوص بعناية، إذ تضمنت كلمات تقع ضمن أول 1000 كلمة شيوعًا في اللغة الإنجليزية، وفقًا لتصنيف كوين، ونيشن، وميليت (2007).

وباستخدام نظام دقيق لقياس سرعة القراءة، لاحظ الباحثون أن الطلاب بدأوا بسرعة قرائية بلغت 141 كلمة في الدقيقة. وبعد الانتهاء من قراءة 20 نصًا، وصل متوسط سرعة قراءتهم إلى 214 كلمة في الدقيقة، أي بزيادة قدرها 52 بالمائة. وهذا يشير إلى تطور ملحوظ في الأداء القرائي نتيجة التعرض المستمر للنصوص.

وتؤكد هذه النتائج على أهمية الاستمرار في ممارسة القراءة، حيث إن التحسن لا يتحقق إلا من خلال قراءة عدد كبير من النصوص.

وفي دراسة أخرى، قام هانت وبيجلار بمراقبة تأثير القراءة المكثفة على مدى عدة أشهر، وخلصا إلى وجود زيادات واضحة في سرعة القراءة، لا سيما لدى المتعلمين الذين واظبوا على قراءة نصوص مبسطة، مما يدل على فعالية هذا النوع من المواد في تسريع وتيرة القراءة.

طبيعة تطور الطلاقة

تُعد عملية “فك الحروف” إحدى العمليات العقلية الأساسية التي تنطوي عليها مهارة القراءة. ويُقصد بها تحويل الشكل المكتوب للكلمة إلى شكل منطوق مألوف، له دلالة ومعنى معروف لدى القارئ.

ويكتسب القارئون هذه المهارة من خلال مسارين مترابطين. الأول هو الممارسة المستمرة، التي تؤدي إلى تحسين سرعة التعرف على الوحدة القرائية التي يتعاملون معها. أما المسار الثاني، فيكمن في التغيير التدريجي في حجم الوحدة الأساسية التي يعتمدون عليها في عملية التعرف.

ولتوضيح ذلك، افترض أن متحدثًا باللغة العربية بدأ تعلم القراءة باللغة الإنجليزية. ونظرًا لاختلاف الأبجديتين، فإن تعلم قراءة الحروف الإنجليزية مثل: p وb وd وg يمثل تحديًا كبيرًا. فبالرغم من وجود بعض أوجه التشابه بين هذه الحروف، إلا أن هناك فروقًا دقيقة وأساسية يجب الانتباه لها. فعلى سبيل المثال، يُلاحظ اختلاف في موضع الجزء الدائري من الحرف: هل يقع في الأعلى أم الأسفل؟ هل هو على يمين الساق أم على يسارها؟ فحروف p وb وd تتضمن سيقانًا مستقيمة، بينما يتميز حرف g بساق منحنية.

في المراحل الأولى من تعلم القراءة باللغة الإنجليزية، يكون كل جزء من الحرف بمثابة معلومة أساسية يجب على المتعلم تحليلها بدقة. غير أن هذه المهارة تتطور بمرور الوقت والممارسة، فيبدأ القارئ بالتعرف على الحرف كوحدة متكاملة بدلاً من التركيز على أجزائه.

ومع اكتساب المتعلم خبرة أكبر، تتوسع الوحدة الأساسية لتشمل أجزاء من الكلمات أو الكلمات الكاملة، بدلاً من الاقتصار على الحروف المنفردة. ففي بدايات تعلم التعرف على الكلمات، قد يعتمد القارئ على حروف معينة فقط – وغالبًا الحرف الأول – كمرشد للتعرف على الكلمة.

لكن مع تقدم مستواه في القراءة، تقل حاجته للتركيز على كل حرف بشكل منفصل، إذ يصبح قادرًا على التعرف على الكلمة بأكملها دفعة واحدة. وإذا صادف كلمة غير مألوفة، فقد يعود إلى استخدام معرفته بقواعد النطق للمساعدة في تحليلها وفهمها بسرعة.

وهكذا، فإن تطور الطلاقة في القراءة لا يقتصر على مجرد زيادة في السرعة، بل يشمل كذلك تغيرًا في طبيعة وحجم الوحدة القرائية التي يعتمد عليها القارئ. ففي البداية، تكون هذه الوحدة هي الحرف الواحد، ثم تتطور تدريجيًا لتشمل الكلمات، وهو ما يسهم في بناء طلاقة قرائية حقيقية وفعالة.

نشاط التحدث 4/3/2

يُعد نشاط التحدث 4/3/2، الذي طرحه أستاذ اللغويات بول نيشن، من الأنشطة البارزة التي تُسهم بفاعلية في تطوير الطلاقة في مهارة التحدث باللغة الإنجليزية. ويعتمد هذا النشاط على تكرار الحديث نفسه في مدد زمنية متناقصة، مما يعزز السرعة والدقة والقدرة على التعبير بطلاقة.

خطوات تنفيذ النشاط:

  1. يعمل الطلاب في أزواج. فيتحدث أحد الطالبين حول موضوع مألوف لدى المستمع، وذلك لمدة أربع دقائق كاملة.
  2. بعد انتهاء الجولة الأولى، يُعاد توزيع الطلاب، بحيث ينتقل كل طالب للعمل مع شريك جديد. ويظل نفس الطالب متحدثًا، بينما يستمر الآخر في دور المستمع.
  3. في الجولة الثانية، يُطلب من المتحدث أن يُعيد تقديم الحديث ذاته، لكن هذه المرة خلال ثلاث دقائق فقط.
  4. بعد ذلك، يتغير الطلاب مرة أخرى، ويُلقي المتحدث نفس الحديث مرة ثالثة، ولكن في مدة لا تتجاوز دقيقتين.

النتائج المتحققة:

عند مقارنة أداء المتعلمين بين الحديث الذي يستغرق أربع دقائق وذلك الذي يستغرق دقيقتين، برزت مجموعة من النتائج المهمة:

  • زيادة في سرعة التحدث: إذ ارتفع عدد الكلمات المنطوقة في الدقيقة الواحدة بشكل ملحوظ.
  • انخفاض في مستوى التردد: حيث قلّت فترات التوقف والتردد أثناء الحديث.
  • انخفاض في عدد الأخطاء النحوية: لا سيما في المقاطع المتكررة من الحديث.
  • زيادة في تعقيد التراكيب اللغوية: فقد أظهر المتحدثون في حديث الدقيقتين قدرتهم على إنتاج جمل أكثر تركيبًا مقارنة بحديث الأربع دقائق.

على سبيل المثال، قال أحد المتحدثين في النسخة التي استغرقت أربع دقائق:
“ذهبنا إلى باراباراومو. إن باراباراومو تقع خارج ويلينغتون.”
أما في النسخة المختصرة ذات الدقيقتين، فقد قال:
“لقد ذهبنا إلى باراباراومو التي تقع خارج ويلينغتون.”
ويُلاحظ هنا أن الجملتين البسيطتين اندمجتا لتكوّنا جملة واحدة مركبة، ما يعكس تقدمًا في استخدام التراكيب النحوية الأكثر تعقيدًا.

ويُظهر هذا النشاط كيف أن التكرار المنظم والممارسة المركزة يمكن أن يؤديا إلى تحسين ملحوظ في الطلاقة، مع تعزيز الدقة والقدرة على استخدام اللغة بصورة أكثر فعالية.

وسائل الطلاقة في اللغة الانجليزية

توجد طريقتان رئيستان لاكتساب الطلاقة في اللغة الإنجليزية، وكلتاهما فعّالتان وتكمل إحداهما الأخرى.

الطريقة الأولى تُعرف بـ “المسار المطروق جيدًا”، وتتمثل في تكرار نفس المادة اللغوية مرارًا، حتى تُتقن. ويُعد نشاط التحدث 4/3/2 مثالًا نموذجيًا على هذا المسار؛ إذ يُعيد المتعلم الحديث ذاته عدة مرات ولكن في مدد زمنية مختلفة، مما يؤدي إلى زيادة السرعة، وتحسين الدقة، وتعزيز الطلاقة.

ويقوم هذا النهج على مبدأ بسيط وفعّال:
“من خلال تكرار العمل نفسه مرارًا، ستصبح بارعًا فيه.”
فالممارسة المتكررة تعزز المهارات وتُسرّع الوصول إلى الطلاقة.

أما الطريقة الثانية فيمكن تسميتها بـ “الخريطة الغنية والمتنوعة”، وهي تعتمد على تنويع الأنشطة اللغوية التي ترتكز على نوع واحد من المعرفة أو المهارة. فعلى الرغم من اختلاف المهام أو المحتوى، فإنها تشترك في القواعد اللغوية والمفردات ذاتها، مما يُرسّخها في ذهن المتعلم بطريقة طبيعية وتدريجية.

ومن أبرز الأمثلة على هذه الطريقة: القراءة السهلة المكثفة. إذ يقرأ المتعلم عددًا كبيرًا من الكتب المتدرجة، وجميعها تكون في مستوى لغوي واحد تقريبًا. ورغم أن القصص والأحداث تختلف من كتاب لآخر، إلا أن المفردات والتراكيب النحوية تتكرر بشكل مستمر. وهذا التكرار الطبيعي، داخل سياقات متنوعة، يساعد المتعلم على اكتساب اللغة دون جهد مباشر في الحفظ أو التركيز.

ويكمن السر في هذا الأسلوب في أن التكرار غير المباشر عبر محتوى متنوع يثري الحصيلة اللغوية للمتعلم، ويعزز إتقانه للتراكيب النحوية بشكل تلقائي، مما يؤدي في النهاية إلى امتلاك طلاقة لغوية قوية ومتينة.

وباختصار، فإن “المسار المطروق” يُعزز الطلاقة من خلال التكرار المركز، بينما تُسهم “الخريطة المتنوعة” في بناء قاعدة لغوية واسعة من خلال التعرض المستمر للغة في سياقات مختلفة ولكن متشابهة من حيث المفردات والتراكيب.

شروط فاعلية النشاط في تطوير الطلاقة

اللغة الإنجليزية
photo by unsplash 

حتى يُسهم النشاط بشكل فعّال في تنمية الطلاقة اللغوية، لا بد أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط المحددة. ويُعد نشاط القراءة المتكررة من أبرز الأنشطة التي أثبتت فاعليتها في هذا السياق، سواء مع متعلمي اللغة الثانية أو حتى مع الناطقين باللغة الأولى.

وقد تم استخدام هذا النوع من الأنشطة مع قرّاء لغتهم الأم، وأظهرت الدراسات فعاليته الكبيرة في تطوير الطلاقة في القراءة الشفهية. وتشير نتائج أبحاث متعددة إلى هذه الفائدة، كما ورد في أعمال صموئيل (1979)، ودووير (1989)، وراسينسكي (1990)، وسينديلار، موندا، وأوشيا (1990).

طريقة تطبيق القراءة المتكررة:

  • يبدأ المتعلم بقراءة نص قصير يتراوح طوله بين 50 إلى 300 كلمة، وذلك بصوت عالٍ.
  • خلال القراءة الأولى، يقدم المعلم أو زميل آخر الدعم اللازم في حال واجه المتعلم صعوبة في النطق أو الفهم.
  • تتم إعادة قراءة النص مرة أخرى بعد فترة قصيرة، لا تتجاوز يومًا واحدًا من القراءة الأولى.
  • تُعاد القراءة للمرة الثالثة في اليوم التالي.
  • يجب أن يكون النص المستخدم أعلى بقليل من المستوى اللغوي الحالي للمتعلم؛ أي أنه يحتوي على بعض التحديات دون أن يكون صعبًا للغاية.
  • من المهم أن تكون معظم الكلمات مألوفة وسهلة، حتى لا يعيق ذلك عملية الطلاقة ويُحبط المتعلم.
  • يُوصى بأن يتراوح عدد مرات التكرار للنص الواحد بين ثلاث إلى خمس مرات، حيث يُعد هذا العدد الأمثل لتعزيز الطلاقة دون ملل.
  • من الأفضل استخدام نصوص مخصصة للقراءة الجهرية، مثل: القصائد، والمسرحيات، والنكات، والقصص القصيرة، وذلك لما تتميز به من إيقاع وتعبير وعناصر مشوقة تُسهم في تحفيز المتعلم.

وباختصار، فإن نشاط القراءة المتكررة يُعد من الأساليب المجربة والفعالة في تحسين الطلاقة، بشرط أن يُنفذ وفقًا لمعايير واضحة تراعي مستوى المتعلم وطبيعة النص، مع مراعاة عنصر التكرار والتدرج في الأداء.

شروط نجاح نشاط القراءة المتكررة:

حتى يؤدي نشاط القراءة المتكررة دوره الفعّال في تنمية الطلاقة، لا بد من توافر مجموعة من الشروط الأساسية، والتي تسهم مجتمعة في تعزيز قدرة المتعلم على القراءة بطلاقة وسلاسة. وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  1. التركيز على الرسالة وليس على النص فقط
    ينبغي أن يكون تركيز المتعلم منصبًّا على إيصال معنى النص ومضمونه، لا مجرد النطق بالكلمات. وتُلبّى هذه الحاجة من خلال وجود مستمع أثناء عملية القراءة، سواء كان المعلم أو زميلًا آخر، حيث يُحفَّز القارئ على إيصال الرسالة بوضوح وفهم.
  2. سهولة المادة ووضوحها
    يجب أن يكون النص المستخدم في نشاط القراءة المتكررة سهل الفهم، ويحتوي على مفردات مألوفة ومعروفة للمتعلم. فالنصوص المعقدة أو التي تحتوي على مفردات جديدة كثيرة قد تشتت الانتباه وتُعيق تحقيق الطلاقة.
  3. وجود عنصر الضغط الإيجابي لزيادة السرعة.
    حيث يُمارس المتعلم قدرًا بسيطًا من الضغط على نفسه لقراءة النص بسرعة تفوق سرعته المعتادة. ويتحقق ذلك من خلال تسجيل الوقت المستغرق في كل قراءة، ثم محاولة تقليل هذا الوقت في كل مرة. هذه العملية تشجع المتعلم على القراءة بشكل أسرع دون التضحية بالفهم.
  4. الممارسة المنتظمة والمكثفة
    يُعد التكرار أحد المفاتيح الأساسية لاكتساب الطلاقة. وفي نشاط القراءة المتكررة، على الرغم من أن النص يكون قصيرًا نسبيًا، إلا أن قراءته تتكرر عدة مرات، مما يتيح ممارسة فعالة تُعزز سرعة القراءة، وتحسن النطق والفهم تدريجيًا.

ملاحظة مهمة:
من أبرز نقاط القوة في تقنية القراءة المتكررة أنها صالحة حتى مع النصوص الصعبة. فالتحديات اللغوية التي قد تعيق القارئ في البداية يمكن تجاوزها بالتكرار والممارسة، مما يمنحه ثقة أكبر وقدرة أعلى على التعامل مع النصوص الأكثر تعقيدًا.

الإنشطة الخاصة بزيادة سرعة القراءة الشفهية

توجد العديد من الأنشطة التعليمية الفعالة التي تهدف إلى تعزيز سرعة القراءة الشفهية لدى متعلمي اللغة. ويشترك جميع هذه الأنشطة في عنصر أساسي، وهو أن المتعلم يقوم بالقراءة بصوت عالٍ، مع محاولة إيصال رسالة النص بوضوح إلى شخص آخر يكون مستمعًا مهتمًا بما يُقال.

ويُسهم هذا التفاعل في تحفيز المتعلم على تحسين أدائه، إذ يدفعه وجود المستمع إلى التركيز على الوضوح، والسرعة، والطلاقة أثناء القراءة.

في بعض الحالات، خاصة ضمن المجموعات الصغيرة، قد يتخذ هذا النشاط شكل قراءة المتعلم للمعلم مباشرة. بينما في معظم الصفوف الدراسية، يتم تنفيذ النشاط من خلال العمل الثنائي، حيث يقرأ كل متعلم النص لزميله داخل الفصل، مما يخلق بيئة تعليمية تفاعلية ومشجعة على التطور المستمر.

هذا النوع من الأنشطة لا يساعد فقط في رفع سرعة القراءة، بل يسهم أيضًا في تحسين مهارات النطق، والتعبير، وفهم المعنى، مما يجعله من الوسائل الفعالة لتطوير الطلاقة في اللغة الإنجليزية.

نشاط قراءة 4/3/2

يُعد نشاط قراءة 4/3/2 نسخة مشابهة من نشاط التحدث الشهير 4/3/2 الذي اقترحه نيشن (Nation, 1989)، ولكنه يُطبَّق على القراءة الجهرية بدلًا من التحدث الحر.

ويهدف هذا النشاط إلى تطوير سرعة القراءة الشفهية والطلاقة، وذلك من خلال التكرار التدريجي لنفس النص في فترات زمنية متناقصة.

ويُنفذ النشاط من خلال الخطوات التالية:

  1. اختيار النصوص:
    يُخصص لكل متعلم نص خاص به، ويمكن لجميع المتعلمين قراءة نفس النص، لكن من الأفضل أن تكون النصوص مختلفة بين المتعلمين، لأن هذا التنوع يزيد من متعة النشاط وتشويق المتعلمين.
  2. تكوين الأزواج:
    يعمل المتعلمون في أزواج، بحيث يكون أحدهما قارئًا والآخر مستمعًا.
  3. القراءة الأولى – أربع دقائق:
    عندما يقول المعلم: “ابدأ!”، يبدأ القارئ في قراءة نصه بصوت عالٍ لمستمعه، وذلك لمدة أربع دقائق.
  4. القراءة الثانية – ثلاث دقائق:
    بعد أن يعلن المعلم “توقف!”، يغيّر الطلاب شركاءهم. ثم يقرأ القارئ نفس النص مرة أخرى لشريك جديد، لكن هذه المرة في مدة ثلاث دقائق فقط.
  5. القراءة الثالثة – دقيقتان:
    يتم تغيير الشركاء مرة أخيرة، ويقوم القارئ بقراءة نفس النص للمرة الثالثة، ولكن خلال دقيقتين فقط.
  6. تشجيع على تسريع الأداء:
    يُطلب من المتعلمين أن يحاولوا تسريع القراءة في كل مرة، حتى يتمكن المستمع من سماع النص كاملًا، على الرغم من أن مدة القراءة تقل تدريجيًا من أربع إلى دقيقتين.
    هذا التحدي يحفز المتعلم على تحسين الطلاقة، وزيادة السرعة، والتقليل من التردد، دون التضحية بالوضوح أو إيصال المعنى.

القراءة بصوت عالٍ

تُعد القراءة الجهرية من الأنشطة المفيدة في تطوير مهارات النطق والطلاقة والفهم لدى متعلمي اللغة الإنجليزية. ويقوم هذا النشاط على أن يقرأ المتعلمون بصوت عالٍ لبعضهم البعض، أو أن يقوم أحد المتعلمين بقراءة قصة كاملة بشكل متواصل أمام مجموعة صغيرة من زملائه.

وينبغي أن تتوافر عدة شروط لنجاح هذا النشاط:

  • أن تكون القصة سهلة القراءة، ومناسبة لمستوى المتعلم اللغوي، بحيث لا تعيق المفردات أو التراكيب فهم النص أو سلاسة الأداء.
  • أن يسعى القارئ إلى جعل القصة ممتعة ومثيرة للاهتمام من خلال التعبير الصوتي الجيد، وتوظيف نبرة الصوت المناسبة، بما يساعد المستمعين على التفاعل مع أحداث القصة وفهم مضمونها.

هذا النوع من الأنشطة لا يُنمي فقط الطلاقة، بل يُعزز أيضًا الثقة بالنفس، والقدرة على التواصل، والتمكن من إيقاع اللغة ونغمتها الطبيعية.

زيادة سرعة القراءة الصامتة – دورة القراءة السريعة

تُعد الدورة المنظمة للقراءة السريعة من الطرق التقليدية والفعالة في تنمية سرعة القراءة الصامتة لدى المتعلمين. وتعتمد هذه الطريقة على استخدام نصوص مكتوبة تُقرأ خلال مدة زمنية محددة، يعقبها الإجابة عن مجموعة من أسئلة الفهم للتأكد من الاستيعاب.

وبالنسبة لمتعلمي اللغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية أو أجنبية، فمن الضروري أن تُصمم هذه الدورات بعناية. بحيث تتضمن مفردات منتقاة ومدروسة، ويفضل أن تكون مأخوذة من أكثر ألفي كلمة استخدامًا في اللغة الإنجليزية وذلك لضمان توافق النصوص مع المستوى اللغوي للمتعلمين.

وفي هذا السياق، قام كوين ونيشن (1974) بتطوير دورة قراءة سريعة مبنية على أول 1000 كلمة شائعة في اللغة الإنجليزية. وقد اشتملت هذه الدورة على 25 نصًا، يحتوي كل نص منها على 550 كلمة بالضبط، وتلي كل نص عشرة أسئلة لفهم المقروء.

وفيما بعد، قام الباحث ميليت بمراجعة هذه النصوص وتوسيعها، فأنتج نصين إضافيين:

  • أحدهما بمستوى 2000 كلمة.
  • والآخر يتضمن قائمة الكلمات الأكاديمية التي تتجاوز نطاق أول 2000 كلمة.

ويُستفاد من هذه الدراسات في التأكيد على أن فاعلية دورات القراءة السريعة تعتمد بشكل كبير على التحكم في نوعية المفردات المستخدمة. فالدورات التي لا تُراعي هذه الاعتبارات الدقيقة في اختيار المفردات قد تفشل في دعم المتعلم لغويًا، بل قد تُشكل عبئًا لا يساعد على تحقيق أهداف الطلاقة والفهم.

لذلك، من الضروري أن تكون هذه الدورات مبنية على أسس لغوية واضحة، تجمع بين التكرار، والتدرج، وسهولة المفردات، حتى تؤدي إلى تحسين فعلي في سرعة القراءة الصامتة وفهم النصوص المكتوبة.

القراءة المكثفة للنصوص السهلة

تُعد القراءة المكثفة للنصوص السهلة من الوسائل الفعالة لتطوير الطلاقة اللغوية وتعزيز الفهم لدى متعلمي اللغة الإنجليزية. ويقوم هذا النوع من القراءة على تشجيع المتعلمين على قراءة عدد كبير من الكتب المتدرجة، والتي تقع في مستوى أدنى من مستواهم الحالي، وذلك بهدف توفير مدخلات لغوية تركز على المعنى أكثر من التركيز على الشكل اللغوي.

وفي هذا السياق، يجب حث المتعلمين على قراءة كميات كبيرة من هذا النوع من الكتب، وكذلك إعادة قراءة الكتب التي استمتعوا بها سابقًا، حيث إن التكرار يعزز الفهم والطلاقة ويُعمّق العلاقة مع اللغة.

ومن المهم أن نُدرك أن هناك نوعين أساسيين من القراءة المكثفة عند استخدام الكتب المتدرجة، وهما:

  1. النوع الأول: القراءة من أجل الحصول على مدخلات مركزة على المعنى.
    في هذا النوع، يقرأ المتعلم قصصًا تحتوي على كلمات مألوفة وسياقات مفهومة، بحيث لا تزيد نسبة الكلمات غير المعروفة عن كلمة واحدة فقط في كل خمسين كلمة تقريبًا. ويُفترض أن يكون المتعلم قادرًا على تخمين معاني الكلمات الجديدة من خلال السياق دون الحاجة إلى الرجوع إلى القاموس.
    الهدف من هذا النوع هو الاستفادة من اللغة في سياقها الطبيعي، واكتساب المفردات والتراكيب بطريقة غير مباشرة، من خلال التعرّض المتكرر لها أثناء القراءة.
  2. النوع الثاني: القراءة السريعة لتطوير الطلاقة
    يُعنى هذا النوع بتطوير السرعة والطلاقة في القراءة، ويُستخدم فيه نصوص خالية تمامًا من المفردات غير المألوفة، أي أن القارئ يعرف كل الكلمات المستخدمة في النص. ويُطلب من المتعلمين قراءة هذه النصوص بسرعة وبغرض الاستمتاع، دون توقف أو تحليل، مما يسهم في تحسين الانسيابية والراحة في القراءة. ويُنصح بقراءة عدد كبير من النصوص من هذا النوع لتعزيز الطلاقة.

باختصار، تُسهم القراءة المكثفة للنصوص السهلة في بناء قاعدة لغوية صلبة من خلال التركيز على المعنى وتوفير مدخلات مفهومة، كما تُعزز الطلاقة من خلال التعرّض المستمر للغة السليمة والبسيطة في سياقات ممتعة وغنية.

القراءة المتكررة الصامتة

تُعد القراءة المتكررة الصامتة إحدى الوسائل المهمة لتحسين الطلاقة في القراءة باللغة الإنجليزية. وتقوم فكرتها على أن يعيد المتعلمون قراءة نصوص سبق لهم قراءتها، ولكن بصمت، دون نطق الكلمات.
ولتعزيز فاعلية هذا النشاط، ينبغي تشجيع المتعلمين على مراقبة الزمن المستغرق في كل مرة يقرؤون فيها النص، وتدوين هذا الوقت في سجل خاص، ثم محاولة تقليل المدة تدريجيًا مع كل قراءة لاحقة.
يساعد هذا النوع من التمرين على زيادة السرعة دون التضحية بالفهم، ويُكسب المتعلم راحة وثقة أكبر أثناء القراءة الصامتة.

سجل المشكلات

يُعد “سجل المشكلات” أسلوبًا فعالًا للغاية لتطوير مهارات القراءة، خاصة في السياقات الأكاديمية أو المهنية.
في بداية الدورة، يُطلب من كل متعلم أن يختار موضوعًا محددًا للبحث فيه أسبوعيًا. ومن الضروري أن يختلف موضوع كل متعلم عن زملائه لتوسيع دائرة المعرفة وتنوع المحتوى داخل الفصل.
ومن بين الموضوعات التي يمكن اختيارها: التلوث، الاحتباس الحراري، النفط، حوادث المرور، سوق الأوراق المالية وغيرها من القضايا المعاصرة.

وفي كل أسبوع، يُكلف المتعلمون بالبحث عن مصادر معلومات متنوعة تتعلق بالموضوع المختار. وتشمل هذه المصادر:

  • التقارير الصحفية،
  • النصوص الأكاديمية،
  • المقالات من الإنترنت،
  • أو أي نوع آخر من النصوص ذات الصلة.

بعد قراءة هذه المواد، يقوم المتعلم بـكتابة ملخص موجز لما قرأه، يُظهر فهمه للمحتوى ويعكس مدى استيعابه للنصوص التي تعامل معها.

ومع مرور الوقت، يكون المتعلم قد تعرض لعدد كبير من النصوص المتنوعة، ولكن جميعها تدور حول موضوع محدد، مما يُكسبه ما يلي:

  • ثروة لغوية واسعة مرتبطة بذلك المجال.
  • فهمًا أعمق للموضوع نفسه.
  • معرفة ثقافية ومعلوماتية أوسع، كما أشار إلى ذلك واتسون (2004).

القراءة الصامتة المتأنية

وأخيرًا، من الجدير بالذكر أن القراءة الصامتة المتأنية تُعد الأكثر شيوعًا بين أنواع القراءة.
فهي تُمارس في العديد من البيئات التعليمية، وتُستخدم لفهم النصوص العميقة أو المعقدة التي تحتاج إلى تأمل وتحليل.
وتُساعد هذه الممارسة على تنمية التركيز، وتعزيز الفهم، وتطوير قدرة المتعلم على التعامل مع اللغة المكتوبة بدقة وهدوء.

بهذه الأنشطة المتنوعة – سواء كانت متكررة أو موجهة، صامتة أو بحثية – يمكن للمتعلمين أن يطوروا مهارات القراءة لديهم بفاعلية وثقة، مع الاستفادة من التكرار، والاهتمام بالسرعة، والتوسع المعرفي واللغوي في آنٍ معًا.

المراجع:

المقال مترجم بتصرف بواسطة خيمة القراءة من كتاب Teaching ESL EFL Reading and writing by Nation

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Scroll to Top