Table of Contents
Toggleزيادة سرعة القراءة السريعة الصامتة
تُعد القراءة السريعة من المهارات الأساسية التي تساهم في تعزيز الكفاءة القرائية لدى متعلمي اللغة الإنجليزية. وتتنوع أساليب القراءة السريعة إلى نوعين رئيسيين، هما: القراءة لاستيعاب الفكرة العامة (Skimming)، والقراءة للبحث عن معلومات محددة (Scanning).
وهاتان الطريقتان تختلفان في الهدف والأسلوب، ولكنهما تشتركان في تعزيز سرعة القراءة وفهم النصوص بكفاءة أعلى.
أولًا: Skimming – القراءة لاستيعاب الفكرة العامة
تُستخدم هذه الطريقة عندما يكون الهدف من القراءة هو فهم المعنى العام للنص دون التوقف عند كل كلمة أو تفاصيل دقيقة. ففي هذا النوع من القراءة، يتنقل القارئ بسرعة عبر النص، متجنبًا التركيز على التفاصيل الصغيرة، باحثًا عن الفكرة الأساسية والمغزى العام.
وعادة ما يقرأ القارئ في هذه الحالة العناوين والفقرات الأولى والأخيرة والجمل الافتتاحية لكل فقرة، لأنها غالبًا ما تحتوي على المعلومات الجوهرية التي تلخص مضمون النص.
ومن الجدير بالذكر أن سرعة القراءة تزداد كلما امتلك القارئ خلفية معرفية أوسع حول موضوع النص، إذ أن المعلومات السابقة تُعينه على الربط بين الأفكار وفهم السياق العام بسرعة أكبر.
ولذلك، فإن القراءات التي تصل إلى 300 أو 400 كلمة في الدقيقة أو أكثر لا تكون ناتجة عن القراءة المتأنية التي تستهدف الفهم العميق والدقيق، وإنما عن القراءة السريعة التي تركز على التقاط الفكرة العامة.
ثانيًا: Scanning – القراءة للبحث عن معلومات محددة
أما هذا النوع من القراءة السريعة، فيُستخدم عندما يبحث القارئ عن معلومة معينة داخل النص، دون الحاجة لقراءة النص بالكامل.
فبدلاً من متابعة كل جملة أو فقرة، يقوم القارئ بتمرير عينيه بسرعة عبر الصفحات، متعمدًا تجاهل كل ما لا يتعلق بالمعلومة المطلوبة.
ومن الأمثلة على هذا النوع من القراءة:
- البحث عن اسم شخص أو مكان داخل مقال طويل.
- العثور على رقم هاتف أو عنوان في قائمة.
- تحديد كلمة أو عبارة معينة في نص أدبي أو علمي.
- استخراج اقتباس محدد من مقال أو كتاب.
وتتطلب هذه الطريقة قدرة على التعرف البصري السريع للكلمات أو الأرقام، ومهارة في تحديد مواضع المعلومات داخل النصوص المكتوبة.
وباختصار، فإن كلًا من Skimming وScanning يُعتبران من المهارات الحيوية التي تساعد المتعلم على زيادة سرعة القراءة الصامتة دون الإخلال بالهدف الأساسي من القراءة. وتكمن أهميتهما في القدرة على التعامل بكفاءة مع كميات كبيرة من النصوص، سواء كان الهدف فهم المعنى العام أو استخراج معلومات بعينها.
كيف يمكن قياس الطلاقة في القراءة؟

يُعد عدد الكلمات المقروءة في الدقيقة الواحدة هو المقياس النموذجي والأكثر استخدامًا لقياس الطلاقة في مختلف أنواع مهام القراءة.
فكلما زاد عدد الكلمات التي يتمكن القارئ من قراءتها خلال دقيقة واحدة، مع الحفاظ على درجة مناسبة من الفهم، دلّ ذلك على مستوى أعلى من الطلاقة.
كيف يمكن متابعة التقدم في مهارة القراءة؟
هناك عدة وسائل عملية وفعالة لمراقبة تطور مهارة القراءة لدى المتعلمين، ومن أبرزها:
1. القراءة لمدة دقيقة واحدة (One-minute Reading):
يُعد هذا النشاط من أبسط وأدق الأساليب لمتابعة تقدم المتعلم في الطلاقة. وتتمثل آلية هذا النشاط في الخطوات التالية:
- يُعطى المتعلم نصًا مناسبًا لمستواه اللغوي.
- يبدأ بالقراءة بصوت عالٍ بينما يُستخدم مؤقت زمني (ساعة توقيت) لضبط الزمن بدقة.
- بعد مرور دقيقة واحدة بالضبط، يُقال للمتعلم “توقف!”، ويقوم بوضع علامة عند الكلمة التي توقف عندها.
- يُحسب عدد الكلمات التي قرأها حتى تلك النقطة، وهو ما يُمثل معدل السرعة القرائية بالدقيقة.
يمكن تكرار هذا النشاط دوريًا، مما يُمكّن من مقارنة النتائج وملاحظة التحسن التدريجي.
2. سجلات القراءة (Reading Logs):
تُعد سجلات القراءة وسيلة ممتازة لتوثيق النشاط القرائي بمرور الوقت.
وفي هذا السياق، يُطلب من المتعلمين أن يحتفظوا بسجل خاص يدوّنون فيه تفاصيل قراءاتهم، بما في ذلك:
- عنوان الكتاب أو المادة المقروءة.
- وقت البدء والانتهاء من القراءة.
- المدة الزمنية التي قضوها في القراءة.
- انطباعاتهم أو ملاحظاتهم على ما قرأوه (اختياري).
تُساعد هذه السجلات في تعزيز وعي المتعلم بعاداته القرائية، كما تتيح للمعلم تقييم التزامه وتقدّمه.
3. الرسوم البيانية للقراءة السريعة:
تُستخدم هذه الأداة بشكل خاص ضمن دورات القراءة السريعة التي تعتمد على نصوص قصيرة متبوعة بأسئلة لفهم النص.
وفي هذا النوع من الأنشطة، يقوم المتعلمون بـ:
- قراءة النص في وقت محدد.
- تسجيل عدد الكلمات التي قرأوها.
- الإجابة على أسئلة الفهم المرتبطة بالنص.
- تدوين النتائج على رسم بياني يوضح العلاقة بين سرعة القراءة ومستوى الفهم.
تُتيح هذه الرسوم البيانية فرصة بصرية لمتابعة التقدم، حيث يمكن للمتعلمين والمعلمين ملاحظة التطور في الأداء بمرور الوقت.
دور المعلم في المتابعة والتوجيه:
من المهم أن يقوم المعلم بمتابعة هذه البيانات بانتظام، وتقديم التوجيهات المناسبة للمتعلمين.
فإذا لاحظ أن بعض المتعلمين لا يُحرزون تقدمًا ملحوظًا، يمكنه أن يقترح استراتيجيات علاجية، مثل:
- القراءة المتكررة للنصوص نفسها من أجل تعزيز الطلاقة.
- التصفح السريع (Previewing) للنص قبل القراءة بهدف تكوين فكرة أولية.
- مناقشة المحتوى والتنبؤ به مع زميل قبل القراءة لتفعيل المعرفة السابقة وتحفيز الفهم.
- اختيار نصوص أكثر ملاءمة للمستوى اللغوي للمتعلم، دون أن تكون سهلة جدًا أو صعبة للغاية.
وباختصار، فإن قياس الطلاقة في القراءة ومتابعة تطورها يعتمد على التقييم المنتظم والموثوق باستخدام أدوات بسيطة مثل توقيت القراءة، وسجلات الأداء، والرسوم البيانية. ويظل الدعم المستمر من المعلم عنصرًا محوريًا في تحقيق تقدم فعلي لدى المتعلمين.
ما هي السرعة الجيدة للقراءة؟
تختلف السرعة المثالية للقراءة حسب نوع القراءة، وهي على النحو التالي:
- القراءة الشفهية الجيدة: تُقدّر بحوالي 150 كلمة في الدقيقة، وهي سرعة مناسبة لنقل المعنى بشكل واضح عند القراءة بصوت عالٍ.
- القراءة الصامتة الجيدة: تصل إلى حوالي 250 كلمة في الدقيقة، وهي السرعة الطبيعية التي تسمح بفهم المحتوى دون النطق بالكلمات.
- القراءة السريعة الفعالة: قد تبلغ نحو 500 كلمة في الدقيقة، وتُستخدم عادة لفهم الفكرة العامة أو للبحث السريع عن معلومات محددة.
تُعد هذه المعدلات أهدافًا معقولة لمتعلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، شريطة أن تكون المواد المقروءة خالية من مفردات أو تراكيب نحوية غير مألوفة.
ما مزايا وعيوب القراءة السريعة؟
العيب الأساسي: الضغط النفسي
العيب الوحيد الملحوظ في القراءة السريعة هو ما قد تسببه من ضغط على المتعلم، إذ إن محاولة القراءة بسرعة قد تؤدي إلى التوتر، مما يُضعف الاستمتاع بالقراءة.
وللتغلب على هذه المشكلة، ينبغي التعامل مع القراءة السريعة على أنها “خيار” وليس “واجبًا”. في بعض الأوقات يمكن للقارئ أن يقرأ بسرعة حين يكون الهدف هو أخذ فكرة عامة أو مراجعة، وفي أوقات أخرى، يختار أن يقرأ ببطء من أجل التأمل والفهم العميق.
القراءة البطيئة جدًا قد تعيق الفهم
هناك رأي شائع بين الباحثين يفيد بأن القراءة البطيئة جدًا قد تضر بعملية الفهم.
ويظهر هذا الأثر السلبي بوضوح عندما تنخفض سرعة القراءة إلى أقل من 100 كلمة في الدقيقة. فعند هذه النقطة، يفقد النص ترابطه في ذهن القارئ، مما يجعله بحاجة إلى إعادة قراءته مرة أخرى بطلاقة أكبر حتى يستطيع استيعاب المعنى المقصود.
كل من جرّب قراءة نص ببطء مفرط يدرك هذا الشعور، حيث يتوقف تسلسل الأفكار، ويضطر القارئ للعودة من البداية لفهم السياق العام.
خلاصة القول
السرعة المناسبة للقراءة تختلف باختلاف الغرض منها، وينبغي تدريب المتعلمين على التحكم بسرعتهم القرائية حسب السياق والهدف.
إن القراءة السريعة ليست غاية بحد ذاتها، بل هي مهارة تُستخدم عند الحاجة، ويجب ممارستها بطريقة مرنة لا تُفقد المتعلم متعة القراءة أو قدرتها على التأثير والتعلّم.
المراجع:
المقال مترجم بتصرف بواسطة خيمة القراءة من كتاب Teaching ESL EFL Reading and writing by Nation