دورة لغة إنجليزية متكاملة: الفروع الأربعة لتحقيق الطلاقة والإتقان الجزء 2

دورة لغة إنجليزية

مرحبًا مجددًا! في المقال السابق، تعرفنا على فرعين مهمين من دورة تعلم اللغة الإنجليزية كما يراها عالم اللغويات بول نيشن (Paul Nation) وهما : المدخلات والمخرجات، وشرحنا كيف تساعد في اكتساب المفردات واستخدامها بشكل صحيح.

في هذا المقال، سنكمل الحديث عن باقي الفروع اللي تكمل الصورة: التفاعل والممارسة. هذان الجانبان مهمان جدًا لتطوير مهارات التحدث والاستماع وزيادة ثقتك في استخدام اللغة يوميًا.

سنتحدث عن كيف تستطيع أن تجمع بين الفروع الأربعة بطريقة عملية تساعدك على تعلم اللغة الإنجليزية بشكل أفضل وأسهل.

تابع معنا لنكمل رحلتنا معًا نحو اتقان اللغة الإنجليزية!

الفرع الثالث: التعلم المرتكز على اللغة

للتعلم المرتكز على اللغة عدة مسميات، منها التركيز على الشكل، أو التعلم المتعمد، أو التدريس المتعمد، وأحيانًا يُقال له التعلم مقابل الاكتساب، وغيرها من التسميات المتشابهة.

هذا الفرع يعتمد على تعلم خصائص اللغة بشكل متعمد، مثل النطق الصحيح، والتهجئة، والمفردات، وقواعد اللغة. والهدف النهائي منه هو القدرة على التعامل مع الرسائل اللغوية المختلفة، بينما الهدف قصير المدى يتركز على تعلم عناصر اللغة بشكل دقيق.

تشمل الأنشطة النموذجية في هذا الفرع:

  • ممارسة النطق
  • حل التمارين
  • تعلم المفردات باستخدام بطاقات الكلمات
  • القراءة المكثفة
  • الترجمة
  • حفظ المحادثات
  • تصحيح الأخطاء في الكتابة.

كما يتضمن تعلم استراتيجيات مفيدة مثل التخمين من السياق أو استخدام القاموس.

وقد أثبتت معظم هذه الأنشطة تأثيرًا إيجابيًا على تطوير مهارات التعلم واستخدام اللغة، ولكن من الضروري أن يكون التركيز عليها محدودًا نسبيًا، بحيث لا يشكل تعلم اللغة من خلال هذا الفرع أكثر من ربع الوقت دورة اللغة الإنجليزية، حتى يبقى التعلم الطبيعي والاستكشافي هو الأساس.

شروط التعلم المرتكز على اللغة

  1. يجب أن يوجه المتعلمون انتباههم بشكل واعٍ ومقصود إلى خصائص اللغة.
  2. ينبغي أن يتعامل المتعلمون مع خصائص اللغة بعمق وبشكل منهجي ومدروس.
  3. من الضروري توفير فرص متكررة ومتباعدة زمنياً لإيلاء نفس الخصائص اهتمامًا مستمرًا.
  4. يجب أن تكون السمات اللغوية التي يُركز عليها بسيطة ومناسبة لمستوى المتعلمين، ولا تعتمد على معارف لا يمتلكونها.
  5. السمات التي تُدرس في مسار التعلم المرتكز على اللغة يجب أن تُعاد دراستها وتكرارها في المسارات الثلاثة الأخرى.

تأثيرات التعلم المرتكز على اللغة

  • يساهم بشكل مباشر في زيادة المعرفة الضمنية لدى المتعلم.
  • يعزز الوعي اللغوي، مما يساعد على تسهيل التعلم في مراحل لاحقة.
  • يركز على الجوانب المنهجية والتنظيمية للغة.
  • يساهم في تطوير استراتيجيات التعلم الفعالة.
  • كما توجد أدلة قوية تشير إلى أن الدراسة المتعمدة للمفردات تؤدي إلى اكتساب عدد كبير منها (Nation).

الفرع الرابع: تطوير الطلاقة

دورة لغة إنجليزية
a photo by unsplash

وفقًا لما ذكره Nation (2001)، يشمل هذا الفرع تطوير الطلاقة في المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة. ويهدف هذا الفرع إلى مساعدة المتعلمين على تحسين قدرتهم على استخدام اللغة بشكل طبيعي وسلس، بحيث يمكنهم التواصل بفعالية وسرعة دون الحاجة إلى التوقف كثيرًا للتفكير في القواعد أو المفردات.

في هذا المسار، يتم تشجيع المتعلمين على الاستفادة القصوى من المعرفة التي اكتسبوها مسبقًا، سواء كانت تلك المعرفة ضمنية أو صريحة.

الطلاقة لا تعني فقط الدقة اللغوية، بل تركز بشكل أساسي على القدرة على فهم الرسائل وتوصيلها بسلاسة، مما يعزز التفاعل الحقيقي بين المتحدثين.

مثلما تعتمد مسارات الإدخال (الاستماع والقراءة) والإخراج (التحدث والكتابة) على التركيز على المعنى، فإن تطوير الطلاقة يتطلب من المتعلمين الانشغال بالمضمون أو الرسالة نفسها، بدلاً من الانشغال الزائد بتصحيح الأخطاء اللغوية. وهذا يساعد في بناء الثقة لدى المتعلم ويشجعه على استخدام اللغة بحرية أكثر.

علاوة على ذلك، يُعد هذا المسار مهمًا لأن الطلاقة تسهل التواصل في الحياة اليومية وفي المواقف الحقيقية، حيث لا يكون هناك وقت للتفكير المفصل في كل كلمة أو تركيب نحوي. وتطوير الطلاقة يعتمد بشكل كبير على التكرار والممارسة المنتظمة، بحيث يصبح استخدام اللغة شبه تلقائي.

ومن الأنشطة النموذجية التي تُستخدم في مسار تطوير الطلاقة:

  • القراءة السريعة (Skimming) التي تهدف إلى الحصول على فكرة عامة من النص بسرعة.
  • التصفح السريع (Scanning) للعثور على معلومات محددة في النص.
  • القراءة المتكررة للنصوص نفسها بهدف تعزيز الفهم والطلاقة.
  • إعادة السرد المتكرر، حيث يعيد المتعلم سرد القصة أو المعلومات بأسلوبه الخاص لتعزيز استيعاب اللغة والتعبير.
  • الكتابة لمدة عشر دقائق متواصلة، دون التوقف للتصحيح، لتعزيز سرعة الإنتاج الكتابي والطلاقة.
  • الاستماع إلى القصص السهلة والمتكررة، مما يساعد في تحسين فهم اللغة المنطوقة وزيادة الطلاقة في الاستماع.
  • من بين الأساليب الفعالة في تطوير الطلاقة، يُعد أسلوب 4/3/2 مثالًا بارزًا، حيث يقوم المتعلمون بتكرار نفس الحديث أمام مستمعين مختلفين ضمن أطر زمنية متناقصة: أربع دقائق، ثم ثلاث دقائق، ثم دقيقتين. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا الأسلوب يعزز الطلاقة أثناء أداء المهمة بشكل واضح، كما أنه ساهم أيضًا في تحسين الدقة النحوية لدى المتعلمين (Arevart & Nation, 1991; Nation, 1989).

باختصار، تطوير الطلاقة هو عنصر أساسي في تعلم اللغة، لأنه يجعل المتعلم قادرًا على التواصل بفعالية في مختلف الظروف، ويكمل بذلك الجوانب الأخرى من التعلم التي تركز على الدقة والوعي اللغوي.

شروط مسار تطوير الطلاقة

  1. يجب أن يكون كل ما يستمع إليه المتعلمون أو يقرؤونه أو يتحدثون به أو يكتبونه مألوفًا لهم إلى حد كبير، أي أن المحتوى معروف أو مفهوم لديهم مسبقًا.
  2. ينبغي أن يركز المتعلمون على تلقي المعنى أو نقل الرسالة، دون الانشغال الزائد بتصحيح الأخطاء أو التركيز على التفاصيل اللغوية الدقيقة.
  3. يجب أن يكون هناك نوع من الضغط الإيجابي أو التشجيع على الأداء بسرعة أكبر من المعتاد، لتحفيز الطلاقة وتسريع استخدام اللغة.
  4. يجب أن تتوفر كمية كبيرة من المدخلات (ما يسمع أو يقرأ) أو المخرجات (ما يتحدث أو يكتب) خلال النشاط.

وهذا يعني أن:

  • النشاط الذي يحتوي على مفردات جديدة أو غير معروفة لا يُعتبر نشاطًا يهدف إلى تطوير الطلاقة، لأنه يشتت الانتباه نحو تعلم كلمات جديدة بدلاً من استخدام اللغة بسلاسة.
  • إذا كان التركيز الأساسي للنشاط على خصائص اللغة مثل القواعد أو النحو، فلا يُعد نشاطًا يخص تطوير الطلاقة، لأن الطلاقة تركز على المعنى أكثر من الشكل.
  • في حال عدم وجود دافع أو حافز لتحسين السرعة أو الأداء، فلا يعتبر النشاط من أنشطة الطلاقة، لأن تطوير الطلاقة يتطلب تحديًا خفيفًا لتحفيز المتعلم على الأداء بشكل أسرع.

من المهم أن يشكل عنصر تطوير الطلاقة حوالي ربع وقت التعلم الكلي، حيث يُعد هذا الوقت فرصة لتعلم عناصر جديدة، وأيضًا لإتقان استخدام اللغة التي تم تعلمها بالفعل بطريقة أكثر سلاسة وطلاقة.

نوعان رئيسيان من أنشطة تطوير طلاقة اللغة الثانية

النشاط الأول: يتمثل في التكرار أو إنتاج نفس المادة اللغوية عدة مرات، كما هو الحال في أسلوب 4/3/2، وكذلك في القراءة المتكررة للنصوص نفسها بهدف تعزيز الطلاقة والاعتياد على اللغة.

النشاط الثاني: يشمل القراءة السهلة الموسعة أو ما يُعرف بدورة القراءة السريعة التقليدية، حيث يقرأ المتعلمون نصوصًا مبسطة مع بعض المقاطع والأسئلة التي تساعد على تعزيز الفهم والطلاقة في نفس الوقت.

الممارسة المستمرة شرط أساسي لتطوير الطلاقة

قد ظهرت الدراسات المتعلقة بتطور الطلاقة لدى قرّاء اللغة الأولى أن الممارسة المنتظمة تؤدي إلى زيادة ملحوظة في الطلاقة.
كما وجدت دراسات خاصة بقرّاء اللغة الثانية أن الطلاقة تتحسن نتيجة للممارسة المنظمة والمحددة زمنياً (Chung, coming out).

الطلاقة في المراحل المبكرة لتعلم اللغة

في المراحل المبكرة من تعلم اللغة، من الأفضل أن يركز المتعلم على تطوير الطلاقة في استخدام مجموعة محددة من الجمل والعبارات المفيدة، خاصة تلك التي تُعرف بمفردات البقاء، كما أشار إليها كرابي ونيشن (1991).
هذا النهج يتوافق مع المبدأ التوجيهي الأساسي الذي طرحه بالمر (1925) لطلاب صف المحادثة، حيث نصح قائلاً:


“احفظ بشكل متقن أكبر عدد من مجموعات الكلمات الشائعة والمفيدة!”

ويُوضح بالمر أن مصطلح “متقن” يشير إلى تحقيق مستوى عالٍ من الطلاقة في استخدام هذه العبارات، بحيث يتمكن المتعلم من استخدامها بسهولة وسرعة دون تردد.

مع الأسف، فإن معظم دورات تعلم اللغة لا تعطي الاهتمام الكافي لتطوير الطلاقة في المراحل المبكرة. ويرجع ذلك غالبًا إلى أن تطوير الطلاقة لا يتضمن تعلم عناصر لغوية جديدة، ولذلك لا يُنظر إليه على أنه خطوة مهمة تساعد المتعلمين على التقدم إلى مستويات أعلى في اللغة.

لكن في الواقع، تطوير الطلاقة المبكرة من خلال استخدام الجمل والعبارات الشائعة يعتبر أساسًا هامًا لبناء الثقة وتحقيق تقدم مستدام في تعلم اللغة الإنجليزية.

الموازنة بين الفروع الأربعة

ينبغي تخصيص وقت متساوٍ تقريبًا لكل من الفروع الأربعة لتعلم اللغة. لكن ما هو المبرر وراء محاولة توزيع الوقت بشكل متساوٍ على كل مسار؟

يوضح إليس (2005) مبادئ تعلم اللغة التي تساعد في فهم هذا التوازن، حيث يؤكد على نقطتين رئيسيتين:

  • يجب أن تضمن دورة اللغة تركيز المتعلمين بشكل أساسي على المعنى.
  • وفي الوقت نفسه، يجب أن تضمن الدورة أن يركز المتعلمون أيضًا على الشكل (أي قواعد اللغة وخصائصها).

الفروع الثلاثة الأولى وهي:

  • مسار المدخلات التي تركز على المعنى
  • مسار المخرجات التي تركز على المعنى
  • مسار تنمية الطلاقة

تُعد كلها مسارات تركز بشكل رئيسي على المعنى، حيث تتضمن أنشطة تشجع المتعلمين على التواصل الفعلي، واستقبال الرسائل، ونقلها، مما يدفع حدود معرفتهم ومهاراتهم، ويسهم في التعلم العرضي لكثير من خصائص اللغة.

أما الفرع الرابع، وهو مسار التعلم المرتكز على اللغة، فيركز بشكل أساسي على الشكل، حيث يولي اهتمامًا دقيقًا للخصائص اللغوية والقواعد.

وهنا يكمن المبرر لهذا التوازن بين ثلاثة مسارات للمعنى مقابل مسار واحد للشكل:

  • أنشطة التعلم المرتكزة على اللغة (التي تركز على الشكل) تُنتج تعلمًا أكثر تركيزًا وفعالية مقارنة بالأنشطة التي تركز على المعنى.

فوفقًا لدراسة وارنج (2003)، خلال ساعة واحدة من القراءة التي تركز على المعنى، يكتسب المتعلمون حوالي 4 كلمات بشكل كامل، ويتعلمون 12 كلمة أخرى جزئيًا.
بينما عندما يتبع المتعلمون أسلوب التعلم المرتكز على اللغة، مثل دراسة أزواج الكلمات، فإنهم يتعلمون حوالي 35 كلمة في الساعة، أي بمعدل أعلى بأربع مرات أو أكثر مقارنة بأسلوب التعلم المرتكز على المعنى (Nation، 2001؛ Thorndike، 1908؛ Webb، 1962).

مع ذلك، يجب أن نُدرك أن هذه المقارنة ليست عادلة تمامًا، لأن أنشطة التعلم المرتكزة على المعنى تقدم فوائد أخرى مهمة، مثل:

  • اكتساب المعرفة بالمحتوى
  • تحسين المهارات العملية
  • الاستمتاع بعملية التعلم

لذا، المبرر الرئيسي للتعلم المرتكز على اللغة هو فعاليته العالية والمركزة، بينما يجب أن يتوازن هذا مع الجوانب الثلاثة المرتكزة على المعنى، التي قد تكون أقل كفاءة من حيث السرعة، لكنها أكثر فائدة على نطاق أوسع في تطوير مهارات التواصل وفهم اللغة بشكل شامل.

توزيع الوقت بين الفروع الأربعة

على الرغم من الحجج السابقة التي تدعو إلى تخصيص وقت متساوٍ لكل فرع من فروع تعلم اللغة، إلا أن هذا التخصيص يُعتبر قرارًا تعسفيًا إلى حد ما. فقد اقترح بعض الباحثين أن توزيع الوقت بين الفروع المختلفة قد يتغير تبعًا لتطور كفاءة المتعلمين ومستواهم.

فعلى سبيل المثال:

  • في المراحل الأولى من التعلم، يُفترض أن يُعطى تركيز أكبر على التعلم المرتكز على اللغة، مثل دروس النطق والقواعد الأساسية، بينما قد لا يكون تطوير الطلاقة هو الأولوية الأساسية في تلك المرحلة.
  • أما في المستويات الأعلى والمتقدمة، فقد يصبح تطوير الطلاقة أحد العناصر التي تستحوذ على نسبة أكبر من الوقت والجهد.

مع ذلك، لا يتفق نيشن مع هذا الرأي، حيث يرى أن هناك أدلة قوية تدل على إمكانية تطوير الطلاقة منذ بداية تعلم اللغة. وذلك يكون عبر حفظ واستخدام عناصر لغوية محددة مثل الأرقام، والعبارات متعددة الكلمات، والتي تتيح للمتعلم الانطلاق بسرعة في التواصل.

وعلى نفس المنوال، يعتقد نيشن أن تعلم المزيد عن طبيعة اللغة نفسها — مثل تاريخها وأصلها — سيكون مفيدًا للمتعلمين في المستويات المتقدمة، حيث يساعدهم على فهم أعمق وأشمل للغة التي يتعلمونها.

دمج الفروع الأربعة في تعلم اللغة الإنجليزية

كل فرع من الفروع الأربعة في تعلم اللغة الإنجليزية يتناسب مع نوع معين من التعلم. وعلى الرغم من اختلافها، إلا أنه من الممكن دمجها بطرق متعددة ومتنوعة.
وهناك العديد من الأساليب التي يمكن من خلالها تخصيص الوقت لكل فرع من هذه الفروع، وتختلف هذه الأساليب تبعًا لعدة عوامل، منها:

  • مهارات المعلمين وقدراتهم على توصيل المحتوى
  • توقعات المتعلمين وأهدافهم
  • متطلبات المدرسة والمنهاج الدراسي
  • الجدول الزمني المخصص للتدريس
  • المعتقدات والرؤى السائدة حول تعليم وتعلم اللغة

الأمر الأساسي هو التأكد من أن كل فرع من الفروع الأربعة يحصل على نصيب متساوٍ تقريبًا من الوقت خلال فترة زمنية محددة، وذلك لضمان تحقيق توازن متكامل في عملية التعلم.

مبادئ الفروع الأربعة

تهدف هذه المبادئ التربوية إلى توجيه المعلمين نحو أساليب فعّالة في تدريس اللغة، وتوفير بيئة تعلم متوازنة ومتكاملة، وتشمل ما يلي:

  1. توفير وتنظيم كميات كبيرة من المدخلات المفهومة
    مثل أنشطة الاستماع والقراءة، والتي قد تشمل برامج القراءة الموسعة، والقراءة الجماعية للمتعلمين، وتحفيزهم على إلقاء محاضرات أمام زملائهم، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة تواصل شفهي وتفاعل عبر الإنترنت.
  2. تعزيز التعلم من خلال المدخلات المفهومة بإضافة عناصر متعمدة
    ككتابة الكلمات الجديدة على السبورة أثناء الاستماع، وتشجيع المتعلمين على التفكير في المفردات أو القواعد الجديدة التي صادفوها أثناء القراءة، وشرح المشكلات التي تظهر في سياق أنشطة التواصل.
  3. دعم المتعلمين ودفعهم لإنتاج مخرجات منطوقة ومكتوبة
    باستخدام أنشطة التواصل في مواقف مختلفة، ولعب الأدوار، ومطابقة مهام الكتابة والتحدث مع احتياجات المتعلم الشخصية.
  4. توفير فرص للتفاعل التعاوني بين المتعلمين
    من خلال العمل الجماعي الذي يتضمن تقسيم المعلومات، ومعالجة الفجوات في الرأي والمعلومات، وتشجيع التعاون في أنشطة الكتابة والقراءة.
  5. مساعدة المتعلمين على دراسة عناصر اللغة وأنماطها بشكل مباشر
    بما في ذلك دراسة الأصوات، والتهجئة، والمفردات، ووحدات الكلمات المتعددة، والقواعد، والخطاب. ويشمل ذلك القراءة المكثفة الموجهة من المعلم، وتقديم ملاحظات بناءة حول الكتابة.
  6. تدريب المتعلمين على استخدام استراتيجيات تعلم اللغة
    مثل التخمين من السياق، واستخدام القاموس، وتحليل أجزاء الكلمة، والتعلم عبر بطاقات الكلمات (Flashcards).
  7. توفير أنشطة تطوير الطلاقة في المهارات الأربع: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة
    مثل دورات القراءة السريعة، والقراءة المتكررة، وبرامج القراءة المكثفة، وأنشطة 4/3/2، وبرامج الكتابة المنتظمة لمدة عشر دقائق، والاستماع إلى القصص السهلة.
  8. تحقيق التوازن المتساوي بين الفروع الأربعة
    وهي: فرع المدخلات التي تركز على المعنى، فرع المخرجات التي تركز على المعنى، فرع التعلم المرتكز على اللغة، وفرع تطوير الطلاقة. ويُفضل الاحتفاظ بسجل للأنشطة التي تم تنفيذها والوقت المستغرق في كل منها.
  9. التخطيط لتغطية متكررة للعناصر اللغوية المهمة
    مع التركيز على المواد المتكررة بشكل مكثف، واستخدام مواد مبسطة، وتوفير الكثير من المدخلات على نفس المستوى.
  10. استخدام التحليل، والمراقبة، والتقييم
    لمساعدة المتعلمين في معالجة احتياجاتهم اللغوية والتواصلية بشكل فعال.

ملاحظات إضافية:
من الممكن إدخال تغييرات مبتكرة على هذه المبادئ، مثل الاستفادة من التعلم اللغوي بمساعدة الكمبيوتر، أو تأسيس منهج دراسي خاص يلبي احتياجات المتعلمين.

وعلى الرغم من قوة الحجج التي طرحها أستاذ اللغويات بول نيشن (Paul Nation) في مقاله الحالي، وتشجيعه على تحقيق التوازن بين فروع تعلم اللغة، إلا أنني أعتقد أن اللغة، مثل أي جانب آخر في الحياة، من المستحيل تحقيق توازن مثالي فيها. وأتفق مع رأي مؤلف كتاب “الشيء الواحد”، الذي يرى أن فكرة الموازنة هي في الحقيقة كذبة وخرافة، ويدعو بدلاً من ذلك إلى ترتيب الأولويات والعمل بتركيز على ما ترغب في تطويره.

هذا لا يعني أن الفروع الأربعة غير مهمة، بل على العكس، فهي أساس ممتاز لأي خطة تعلم. الاختلاف يكمن في أنه لا يمكنك العمل على جميع الفروع في نفس الوقت دون أن تتشتت جهودك.
من وجهة نظري، خاصةً للمبتدئين المشغولين الذين لا يملكون وقتًا كبيرًا، من الأفضل اختيار المهارة التي تريد تقويتها بحرص وعناية وتركز عليها، ثم تنتقل إلى الأخرى وهكذا.

وبغض النظر عن هدفك من تعلم اللغة، أرى وأؤمن أن تعلم القراءة، والأصوات، والنطق يمثل الخطوة الأهم والأساس الذي يمهد الطريق لتعلم المهارات الأخرى. وبعد أن تتقن هذا الأساس، يمكنك البدء في التركيز على المدخلات ثم المخرجات ثم تطوير الطلاقة.

ومع مرور الوقت وتقدم مستواك، يصبح بإمكانك العمل على فرعين أو أكثر في نفس الوقت، مثل القراءة والكتابة، بشرط أن تكون قد تجاوزت المستوى المبتدئ في تعلم اللغة الإنجليزية.

خاتمة

يعكس هذا المقال أفكار عالم اللغويات بول نيشن حول بناء دورة لغوية متكاملة، ترتكز على أربعة فروع أساسية: المدخلات، والمخرجات، والتعلم المرتكز على اللغة، وتطوير الطلاقة. وتكمن قوة هذا الطرح في سعيه لتحقيق توازن مدروس بين الفروع الأربعة، بحيث يحصل المتعلم على تجربة تعليمية شاملة تعزز من اكتساب اللغة على المدى الطويل.

وقد حاولت من خلال هذه الترجمة تقديم محتوى المقال بلغة عربية واضحة، تبرز جوهر أفكار نيشن وتسهل على القارئ العربي فهم المبادئ الأساسية لبناء منهج لغوي فعّال. ورغم أهمية فكرة التوازن التي يشدد عليها نيشن، أجد من تجربتي الشخصية أن التركيز المرحلي على مهارة أو فرع بعينه – خاصة في المراحل الأولى من التعلم – قد يكون أكثر واقعية وجدوى، شريطة أن يعود المتعلم لاحقًا لتحقيق نوع من التوازن التدريجي بين الفروع المختلفة.

في النهاية، تبقى رؤية بول نيشن مرجعًا قيمًا لكل من يسعى إلى تعلّم اللغة بوعي وفعالية، سواء أكان معلمًا أم متعلمًا، وتفتح الباب أمام إعادة التفكير في الطريقة التي نقترب بها من تعلم اللغات في بيئاتنا التعليمية.

المراجع:

تمت ترجمة المقال بتصرف بواسطة خيمة القراءة


The Four Strands by Nation

Scroll to Top