10 أخطاء في تعلم اللغة الإنجليزية وكيفية تجنبها – دليل المبتدئين-الجزء 2

تعلم اللغة الإنجليزية

إذا كنت تسعى لتحسين مستواك في اللغة الإنجليزية، فأنت بالفعل على الطريق الصحيح، وهذا أمر يستحق الإشادة.

لكن دعني أخبرك أن هناك طرق خاطئة قد تقف عائقًا أمام تحقيق هذا الهدف. ومن المهم أن تتعرف عليها لتتجنبها.

كنت قد تناولت في الجزء الأول من هذا المقال بعضًا من هذه الأخطاء. وفي هذا الجزء سأستكمل الحديث عن البقية. مع تقديم حلول عملية يمكن تطبيقها لتجاوزها.

10 أخطاء في تعلم اللغة الإنجليزية وكيفية تجنبها – دليل المبتدئين-الجزء 2

غياب الهدف الواضح من تعلم اللغة الإنجليزية

قد تقول: “أريد تعلّم الإنجليزية “، وهذا بلا شك هدف جميل، لكنه هدف فضفاض وغير محدد. مما يجعل من الصعب وضع خطة مناسبة لتحقيقه أو قياس التقدم نحوه.

لذلك، لا بد من تحديد هدف محدد وراء رغبتك في تعلم اللغة.

والعالم اللغوي بول نيشن يبين أن هذه الخطوة هي أهم خطوة عليك القيام بها قبل أن تبدأ بتعلم اللغة. ويوضح بعض الأسئلة التي قد تفيدك في تحديد هدفك من تعلم اللغة. نذكر بعض منها:

  • ما هي أكثر الأمور التي تحيجك إلى استخدام اللغة الإنجليزية؟
  • هل تريد التحدث مع الأصدقاء والجيران؟
  • هل تحتاج إلى اللغة الإنجليزية للذهاب إلى التسوق؟
  • هل تحتاج إلى اللغة الإنجليزية لمساعدة أطفالك في أداء واجباتهم المدرسية؟
  • هل تحتاج إليها للدراسة؟
  • هل يمكنك أن تفكر في أي شيء حدث في اليومين الماضيين حيث شعرت أنك لا تعرف ما يكفي من اللغة الإنجليزية لتتمكن من التعامل معه؟

من خلال هذه الأسئلة، لا بد وأنك أدركت أن اللغة الانجليزية مجال واسع جدًا. وأنه حتى تتقنها لابد من تحديد المهارة التي ترغب في العمل عليها.

للأسف, كثيرًا ما نجد بعض المتعلمين يبدأون رحلة تعلمهم بحماس كبير. فيحاولون تعلم كل شيء دفعة واحدة دون أن يحددوا السبب الحقيقي الذي يدفعهم لذلك.

على سبيل المثال، إن كان هدفك من تعلم اللغة هو استخدامها في مواقف الحياة اليومية كالتسوّق أو ارتياد المقاهي، فلستَ بحاجة للالتحاق بدورات متخصصة في الكتابة الأكاديمية.

دائمًا، حدد هدفك من تعلم اللغة، ومن ثم ضع خطة عملية تسير عليها خطوة بخطوة.

ربط تعلم اللغة الإنجليزية بالسفر إلى الخارج

من بين أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا لدى متعلمي اللغة الإنجليزية، هو الاعتقاد بأن السفر إلى دولة أجنبية شرط أساسي لإتقان اللغة.

بل يصل الأمر بالبعض إلى تأجيل البدء في التعلم تمامًا بانتظار فرصة السفر. وهذا برأيي نوع من أنواع التسويف.

ولأكون صريحة، فقد مارست هذا النوع من التسويف في مجالات أخرى من حياتي، مثل الرياضة. حيث كنت أختلق الأعذار، كضرورة الاشتراك في نادٍ رياضي أو شراء ملابس رياضية جديدة قبل أن أبدأ، وكل هذا كان مجرد تأجيل مقنّع.

لا أحد ينكر أن السفر إلى الخارج له فوائد كبيرة لتطوير اللغة. وقد لمست ذلك شخصيًا خلال فترة ابتعاثي إلى الولايات المتحدة. حيث اختلطت بالمتحدثين الأصليين. وتعلمت منهم الكثير من التعابير والمصطلحات اليومية التي يصعب اكتسابها من الكتب. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن اعتبار السفر الطريق الوحيد لتعلم اللغة.

وهناك أمثلة عديدة لأشخاص أتقنوا اللغة الإنجليزية دون أن يسافروا إلى الخارج. مثل الأستاذ أبو عمر مؤسس أكاديمية EP و المترجمة كاتو لومب . جميعهم استطاعوا الوصول إلى مستويات متقدمة وهم في بلدانهم.

والحقيقة أن السفر مفيد فقط إذا كنت قد وصلت إلى مستوى متوسط على الأقل، لأنه يساعدك حينها على “اكتساب” اللغة من خلال الممارسة وليس “تعلّمها” من الصفر.

أما إن كنت مبتدئًا، فستواجه صعوبة في التكيف والتواصل، كما أن البيئة المحيطة قد لا تساعدك بالشكل الكافي.

وان كان مستواك متوسط فما فوق، فإن لديك خيارات كثيرة لاكتساب اللغة. مثل الإقامة مع عائلة ناطقة بالإنجليزية، أو المشاركة في برامج محادثة مجانية توفرها بعض الجامعات. حيث تلتقي بأشخاص لغتهم الأم هي الإنجليزية، وتتدرب معهم على المحادثة أسبوعيًا.

وهناك طريقة أخرى، وهي التسجيل في معاهد تعليم اللغة، لكنها لا تختلف كثيرًا عن المعاهد المحلية. فالدراسة غالبًا ما تكون تقليدية، والتركيز يكون على القواعد و الكتابة و الاستماع والتحدث.

وقد لا تحقق التقدم المأمول إذا لم تكن ملتزمًا ومجتهدًا.

لذا، من الأفضل أن تبدأ تعلم اللغة في بلدك باستخدام الموارد المتاحة، وعند توفر فرصة السفر لاحقًا، يمكنك استغلالها لاكتساب اللغة من خلال الممارسة اليومية. وإذا لم تسنح لك هذه الفرصة، فلا تجعل ذلك سببًا للتوقف أو التخاذل.

يمكنك التعلم والنجاح من أي مكان، فقط لا تؤجل ولا تضع العراقيل أمام نفسك، وابدأ بما تملك الآن.

التشتت بسبب كثرة المصادر التعليمية

حتى لو لم تقع في أي خطأ آخر من الأخطاء التي تحدثنا عنها، فإن الوقوع في هذا الخطأ وحده قد يكون كفيلًا بإفشال عملية تعلمك للغة.

تعدد المصادر مثل قنوات اليوتيوب، والكتب، والتطبيقات، والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى تشتت كبير، ويمنعك من التركيز والاستمرارية.

سأشاركك تجربتي عندما أردت الحصول على شهادة مدير مشروع محترف (PMP)“. بدأت بالبحث عن مصادر مختلفة. فجمعت أكثر من 40 مصدرًا، وسجلت في خمس دورات، وتابعت العديد من القنوات، لكنني لم أستطع البدء في الدراسة بشكل فعلي بسبب كثرة الخيارات والتشتت.

في النهاية، قررت أن أحذف الكثير من المصادر، وأبقي فقط على 10 مصادر موثوقة أوصى بها الخبراء.

النتيجة كانت تنظيمًا أكبر وتركيزًا أفضل، مما مكنني من اجتياز الاختبار بفضل الله.

ومن هذه التجربة تعلمت درسًا مهمًا: عند تعلم أي شيء، ومنه اللغة الإنجليزية، لا بد من تقليل المصادر والتركيز على القليل المفيد.

أنصحك بالاعتماد على مصدرين فقط، مثل مدونة مفيدة وقناة يوتيوب تعليمية.

هذه المصادر تتيح لك مراجعة المحتوى في أي وقت، وتساعدك على ترسيخ المعلومات. بخلاف المحتوى العابر في وسائل التواصل، الذي يختفي سريعًا ولا يمكنك الرجوع إليه بسهولة.

الاستعجال في التحدث باللغة الإنجليزية

يرى البروفيسور كراشن بأن المتعلم يحتاج إلى وقت قبل أن يبدأ في التحدث وهذا ما يسمى بالفترة الصامتة.

فالعملية تبدأ بالتعلم، و القراءة، وفهم القواعد. وبعد مرور أشهر من الدراسة الجادة، يمكن للمتعلم أن يبدأ بالتحدث تدريجيًا.

لذا، إن كنت في المراحل الأولى من تعلمك، فلا تضغط على نفسك و لا تحاول التحدث منذ البداية. بل ركّز على التعلم التدريجي.

أوصي دائمًا بالقراءة الحرة التطوعية لأنها طريقة ممتازة لبناء المفردات وفهم اللغة في سياقاتها الحقيقية.

وبعد مرور عدة أشهر، يمكنك البدء بالمحادثة حتى وإن كانت بسيطة.

ورغم أن بعض المواقع تركز كثيرًا على مهارة التحدث، إلا أن تأجيل هذه المهارة في البداية يصب في مصلحتك.

فالتحدث قبل إتقان الأساسيات مضيعة للوقت والجهد، خصوصًا إذا كنت تدفع مقابل جلسات محادثة وأنت لا تزال تجهل الضمائر أو أبسط القواعد.

ابدأ بالقراءة و لا تتعجل. ومع الوقت ستلاحظ تطورًا طبيعيًا في قدرتك على التعبير والتحدث بثقة.

اختيار مصادر تعليمية صعبة لتعلم اللغة الإنجليزية

إذا كنت مبتد ئ و تشاهد قناة CNN أو تقرأ روايات كلاسيكية معقدة لغرض تعلم اللغة، فأنت تمارس خطأ كبير جدًا.

لأن استخدام مصادر صعبة بحجة أنها “الأفضل” ليس خيارًا موفقًا.

تخيل أن أجنبيًا يرغب في تعلم اللغة العربية، فهل تنصحه بمتابعة نشرات الأخبار؟ بالطبع لا. فمثل هذا الأسلوب سيزيد من إحباطه ويؤدي به إلى الفشل.

ايضًا، انا أعتبر أن قراءة القصص أو مشاهدة أفلام الأطفال خيار سيء. لأنه ببساطة مُمل ويٌشعرك بالسطحية.

الحل الأمثل هو البحث عن مصادر مكتوبة بلغة بسيطة ولكنها موجّهة للبالغين الانجليز، مثل الروايات المعاد تبسيطها وتصدر في عدة مستويات.و اكسفورد تصدر أفضل نوع من هذه الروايات.

بهذه الطريقة، يمكنك أن تتعلم وتستمتع في الوقت ذاته.

وهكذا نكون قد استعرضنا خمسة أخطاء جديدة يقع فيها الكثير من متعلمي اللغة الإنجليزية، وهي:

  • عدم وجود هدف واضح لتعلم اللغة الإنجليزية.
  • الاعتقاد الخاطئ أن تعلم اللغة الإنجليزية يتطلب السفر للخارج.
  • التشتت بسبب تعدد المصادر.
  • التسرّع في ممارسة التحدث.
  • استخدام مصادر تعليمية فوق مستوى المتعلم.

أما الحلول المقترحة فتتمثل في:

  • تحديد سبب واضح ودقيق لتعلم اللغة.
  • التعامل مع السفر كخيار إضافي وليس شرطًا.
  • تقليل عدد المصادر والتركيز على أهمها.
  • التعلم التدريجي والانطلاق من الأساسيات.
  • اختيار مصادر تعليمية تناسب مستواك الحالي.

في الختام، شاركني في التعليقات: ما هو الخطأ الذي وقعت فيه سابقًا أو ما زلت تمارسه دون وعي؟ وهل هناك أخطاء أخرى تعتقد أنها تستحق الذكر في هذا السياق؟

أتمنى لك التوفيق في رحلتك مع اللغة الإنجليزية، وكن واثقًا أنك ستصل إلى هدفك بإذن الله، فقط تجنّب هذه الأخطاء وابدأ بما تملكه اليوم.

Scroll to Top